
-
تدخّل قيادة الأتحاد في التعيينات والأعفاءات أضرّ بصورته
-
الإتحاد مهدّد بالأندثار
أونيفار نيوز – وطنية نورالدين الشمنقي نقابي توّلى مسؤوليات نقابية متعدّدة منها كاتب عام نقابة المفقدين للتعليم الأساسي لمدّة خمسة عشرة عاما كما مثّل الأتحاد في عديد المناسبات الوطنية والدولية .
تميّز موقفه من أزمة الأتحاد بالأعتدال وهو يتخذّ مسافة من الأطراف الثلاثة المتصارعة ويرى أن الأتحاد في أزمة حقيقية قد تعصف بوجوده أصلا .
وهذا الحوار معه .
-كيف تحدد الاسباب الرئيسية لأزمة المنظمة ؟
* هي أزمة مركبة و معقدة الخلفية هي أزمة تعود إلى أسباب بنيوية هيكلية و أخرى طارئة و لئن نجح الاتحاد بدرجات في تجاوز تعقيدات مسيرته الطويلة فقد ظلت تلك المشاكل العالقة ملازمة له حتى انفجرت أخيرا و لعل من الأسباب العميقة هي أزمة الديمقراطية او بشكل أوضح التخلي عن الممارسة الديمقراطية التي ضمنت طوال تاريخه حيويته و حركيته و استدامته برغم ما ألمت به من عواصف استهدفته في وجوده أصلا و إن أهم مؤشر على عمق أسباب أزمة الديمقراطية هو الفصل 10 و/ أو 20 كيف ذلك ؟
لقد كنت مع ثلة من مناضلي و مناضلات الاتحاد ممن أسهموا و بقوة في فرض الفصل 10 خلال مؤتمر جربة التصحيحي و هو موقف كان حمّال رسائل شتى في سياقه التاريخي وقتها منها تعميق الممارسة الديمقراطية داخل المنظمة و فتح المجال للتداول على المسؤولية النقابية إلى ذلك كان يمثل رسالة قوية لنظام بن علي وقتئذ أن الاتحاد يعطي دروسا في الممارسة الديمقراطية و إدارة الشأن السياسي العام و فيه دلالات إلى الخارج بأن الاتحاد منظمة عريقة ارتقت إلى الوعي بذاتها كونها مؤسسة ديمقراطية بما يدعم مكانتها في الحركة النقابية العالمية و لكن مع الوقت تبين الفصل 10 و تطبيقه بشكل تقنوي آلي سيضر بالمنظمة و يفرغها من استدامة ملامح المناضلات و المناضلين ممن نحتتهم طوال تاريخها فالعمل النقابي يحتاج عشرات السنين لبناء ملمح مناضليه فبدأ التفكير في مراجعته لا إلغاءه مثلما أراد بعضهم الترويج إلى ذلك لحسابات انتخابوية منذ مؤتمر المنستير 2006 و من سخرية التاريخ أن من تصدوا بشراسة لرفض تعديله وقتها هم من دافعوا و بشراسة على تعديله في المجلس الوطني بالحمامات .
فلو تم تعديل الفصل مقابل ألا تترشح هذه القيادة ممن استوفت حقها في التواجد في دفة القيادة لما كان للأزمة أن تقع .
إلى ذلك تحول العمل النقابي منذ الثورة في الأغلب الاعم إلى علاقات زبونية طغت فيها المصالح و المنافع و الامتيازات للأسف و تضخم الذوات و ضاعت البوصلة بلغ حد الاستخفاف بالدولة و التطاول عليها ومن ثمة إن المسار الثوري لم تصاحبه إصلاحات راديكالية في ممارسة العمل النقابي و تطوير الاتحاد وفق المتغيرات المحلية و الإقليمية و الدولية فظل العقل النقابي يقارب مجالات عمله بعقلية المدرسة القديمة بل كاد يتحول إلى عقيدة و أصبح الاتحاد مزارا و محجة
-هل ترى ان التنقيح الذي تم في مؤتمر صفاقس هو سبب الازمة اليوم ؟
*تنقيح مؤتمر صفاقس لعله القشة التي ستقسم لاحقا ظهر البعير كما قالت العرب قديما و لم تقرأ القيادة الصاعدة جوهر التحولات في الفضاء السياسي العام و لم تلتقط حجم الاستهداف الممنهج لصورة المنظمة في علاقة بالشعب الذي ظل حاضنته الطبيعية و تمادت القيادة في نفس الثقافة التقليدية و لم تبن تصورا جديدا و لم تستشرف ما يمكن أن يحدث من تغيرات.
-كثيرون يتحدثون عن نهاية الاتحاد كقوة اجتماعية لعبت ادوارا سياسية هل توافق على هذا؟
* طبعا إذا لم تتدارك القيادة الخالية وضعها و لم تلتقط خطورة المرحلة و دقة المأزق الذي يعيشه الاتحاد فإني أخشى عليه وجوده أصلا و في أضعف الحالات قد يحال على متحف التاريخ و مؤشرات قوية على ذلك دالة الا لمن لا يبصرون …
إن إحالة الاتحاد على التقاعد لا قدر الله سيشكل خطرا على التوازن في البناء التونسي و أعي جيدا ما أقول.
-كيف تقيم دور الاتحاد بعد14جانفي وهل ترى أنه أضاع البوصلة في اعتصام القصبة وفرض للمجلس التأسيسي والتدخل المباشر في الشأن السياسي ؟
* في الحقيقة ليس غريبا على الاتحاد لعب أدوار في وضع السياسات و إحداث التوازن في المجتمع و قد توفق الى حد كبير قبل و بعد 14 جانفي في حماية الثورة و رعاية المناضلين و المناضلات و لكن تيار القصووية غلب في أحايين كثيرة في دفع الاتحاد الى اتخاذ مواقف و التدخل في مسائل ليست من مشمولاته كتعيين الحكومات و تعيين الوزراء او إعفاء الوزراء و طرد كبار المسؤولين في مؤسسات الدولة …الخ مما أضر به و بالمسار الثوري و بالبلد.
-كيف ترى تجاوز الأزمة ؟
* لا خيار أمام القيادة الا ان تتواضع قليلا و تتنازل من تعاليها و تعالمها و تتخلى عن الأنوية المتضخمة لصالح إنقاذ الاتحاد و أحمل كامل المسؤولية الى أخي نوالدين الطبوبي بصفته الأمين العام لاتخاذ قراره الشخصي بينه و بين ضميره الذي يراه مفيدا ليحفظ الشقف و يسجل له التاريخ ذلك لأنني على يقين تام انه إذا حصل المحظور لا قدر الله فسيحمّله الجميع و أؤكد الجميع المسؤولية وحده و نجدهم فوق الربوة يتندرون و يقهقهون.
نورالدين بالطيب