-
المفاجآت وحدها حددت دائما التحولات السياسية التاريخية في تونس…
تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
بعد صمت مقيت… و انتظار امقت … صاحبه إسهال للكثيرين… و رغم كل ما تردد عن ضغوطات و ربما تهديدات…. تجرأ رئيس الدولة على ملازمة سكوت قاتل قد ينهي احلام العديدين… و يقضي على طموحاتهم القاتلة…!!؟؟
و في انتظار انطلاق الاثنين القادم 22 جويلية عملية تقديم الترشحات للانتخابات البرلمانية القادمة فإن الأسابيع… و خاصة الايام… و الساعات الاخيرة اقترنت بحبس أنفاس نادرا ما شهدته الحياة السياسية في تونس خاصة مع لعبة تحول فيها الرئيس السبسي إلى اللاعب الوحيد، المحدد و الحاسم.
اشرأبت الأعناق إلى ساكن قصر قرطاج الذي تجاوز باعجاز طبي استثنائي نهاية انتظرتها اطراف سياسية حاكمة بامرها…و بعينها… بعد “خميس أسود” ظلت تفاصيله -على خطورتها و علاقتها بالامن القومي- مجهولة رغم لجنة التحقيق البرلمانية التي لم ترى بعد النور، بل ان اطرافا حزبية فاعلة داخل قبة البرلمان تعطل مجرد تكوينها… و هي بذلك تعبر عن تخوفاتها الحقيقية و الجدية من نتائجها…!!؟؟
…حبست اطراف سياسية انفاسها لاسابيع طويلة ارتفعت خلالها مستويات ضغط الدم و السكري لتصيبها اليوم صعقة اللا إمضاء… و اللا نشر معا و قد تكون في حد ذاته الجواب الخبيث عن ذلك الخميس الذي انحصر فيه الجدل حول الفراغ… ان هو مؤقت يستفيد منه الشاهد… او دائم يستفيد منه رئيس مجلس الشعب الذي أرادوا الالقاء به في مركز العجز للانقضاض و الاستحواذ على منصب رئاسة… الجمهورية…!!؟؟
و لكن رياح السياسة لا تقبل الصدفة… و لا تحتمل الارتجال.. و لا هي ثابتة…!!؟؟
اما الاعمار السياسية فلا يقدر عليها سوى القادر على انتظار اللحظة… و استغلالها… و عدم التفويت فيها بتفنن و حرفية… ؟؟
على ان ذات الاقدار السياسية قد تجعل المنتفع من كل هذه الفوضى اللاخلاقة غير منتظر… لم يشارك… و يتقن الانتظار… و الانقضاض…!!؟؟
وسط كل هذه الفوضى و في انتظار موعدين انتخابيين قد يجريان في موعدهما… و قد يتأجلان… و قد يصبحان في طي النسيان فان حرب الصراع الدموي على السلطة الذي جسمه “الخميس الأسود” سيحتد في لعبة يغلب عليها و يحددها الغدر و المكر و الخبث… و لا يمكن بالمرة التنبؤ بخواتيمها و لا حتى بارتداداتها ما دامت تحددها المصالح و المتغيرات الإقليمية و الدولية المتسارعة و المتلاحقة وسط تواصل الإملاءات الخارجية لبلد فالس… مفلس… و مرتهن…!!؟؟ و هو ما اكده وزير المالية امس الاول امام مجلس الشعب…!!؟؟
و في الأثناء تكون تونس قد عرفت فشل “تبوريب” أغلبية برلمانية مصطنعة… فاشلة بكل المقاييس.
و يكون الرئيس الناجي… الباجي قائد السبسي قد أدى دوره و ضمن الدستور رغم كل ما يمكن ان نوجه له من لوم و انتقادات غير محدودة لتوافق أضعفه و مَس جديا بمصداقيته.
و تبقى تطورات الفترة القليلة القادمة غير قابلة للتنبؤ… و لا الانتظار… و لن تخضع لأي منطق مادام الامر يتعلق بصراع على الحكم و على السلطة و على المصالح في بلد حددت المفاجآت جميع تحولاته السياسية الكبرى…!!؟؟
على ان المؤكد ان تصرف الرئيس السبسي كان ضروريا… لكنه يبقى غير كافي بالمرة و لا بد ان تتلوه خطوات عملية في ظل الدور المحدد و الحاسم الذي ضمنته و لا تزال تضمنه موسسة بالذات يبدو ان دورها كان حاسما ذات خميس…. مقابل فقدان كل ثقة في مجلس النواب في الاستهتار بمصالح شعب و نواب احترفوا السمسرة اكثر و قبل كل شيء و تحولوا الى “كاراكوز” و محل تندر و سخرية…