اونيفارنيوز – ثقافة يشارك الدكتور عدنان سلّوم في الدورة السادسة لأيّام قرطاج لفنون العرائس للمرّة السادسة على التوالي ضمن وفد أماراتي من مشروع ” ربع قرن من المسرح وفنون العرض ” في دولة الأمارات العربية المتحدة .
والدكتور عدنان سلّوم خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس وأنجز تربّصه في المركز الوطني لفن العرائس في التسعينات وأقام في تونس قادما من سوريا طيلة سنوات قبل أن يستقر في السنوات الأخيرة في إمارة الشارقة في الأمارات العربية المتحدة .
تحدّث الدكتور عدنان سلّوم عن تجربة ” ربع قرن من المسرح وفنون العرض ” ومسرح العرائس وأيّام قرطاج لفنون العرائس .
- بماذا تشارك دولة الأمارات العربية المتحدة في هذه الدورة ؟
يشارك مركز ربع قرن للمسرح وفنون العرض في هذه الدورة وهو مشروع إبداعي تدريبي يستهدف كافة منتسبي مؤسسات ربع قرن بفئاتهم العمرية المختلفة من 6 إلى 31 سنة .
وتهدف المؤسسة إلى دمج هذه الفئات بمشروع يضم ورش ومسابقات بمستويات معرفية متسلسلة تفسح المجال للمنتسب السير مع خطوات هذا المشروع ونعمل على إيجاد مساحات يلتقي فيها المنتسبين كل حسب مستواه المعرفي وفئته العمرية ويركز مشروع المسرح وفنون العرض التكاملي على تعزيز حضور شخصية المنتسب في المجتمع وتعزيز روح الأنتماء لديه.
مجموعة من الشباب سيستفيدون من التربصات في أيام قرطاج لفنون العرائس التي تمثل محطّة هامّة للاستفادة والتكوين بالنسبة لشباب المؤسسة كما قدّم عشرة من الشباب مسرحيتين وهما “أنصهار ” وهي مسرحية عرائس موسيقية بصرية صامتة تروي حكاية توأم بروحين مختلفتين تماما تناول العرض صراعهما الداخلي نتيجة تضارب أهتماماتهما وطموحاتهما ،حيث تتصاعد الأحداث وصولا إلى قرار مصيري يغيّر مسار حياتهما .
أما المسرحية الثانية ” كراسي ” تقدّم الكرسي كرمز يجسّد مختلف وجوه الأنسان : الطموح الشغوف الذي يسعى نحو القمم والكسول الذي يرضى بالقليل دون إكتشاف إمكانياته، والطمّاع الذي يتجاوز كل الحدود ليحقّق رغباته على حساب الآخرين عبر مشاهد مترابطة وأخرى متباعدة .نرسم فوضى الكراسي في عرض حركي موسيقي صامت يحكي قصصا عميقة ومعبّرة من دون كلمات .والمسرحيتان هما تتويج لمسارتدريبي في المؤسسة .
كما سأقدّم مستر كلاس مع تقديم كتابي ” فنون العرائس في التراث العربي ” .
- كيف ترى أيام قرطاج لفنون العرائس في المشهد العربي اليوم ؟
بشكل عام تونس كدولة عربية محطٌة مهمة في موضوع الأهتمام بفنون العرائس من خلال المركز الوطني لفن العرائس وأيام قرطاج لفنون العرائس .
حتى سوريا ومصر رغم تاريخهما الطويل في فن العرائس التجربة التونسية أكثر تطورا منهما في إعتقادي الشخصي منذ تأسيس فرقة مسرح العرائس منتصف سبعينات القرن الماضي .
وأصبح هذا المهرجان وجهة دولية مهمٌة ليس في الوطن العربي فقط إذ تحوٌل هذا المهرجان إلى موعد سنوي مهم .
كما كانت له أنعكاسات إيجابية على فن العرائس لذلك عندي رغبة أن يشارك كل عام مجموعة من الشباب في هذا المهرجان لتلقي مزيد من التكوين.
- ألا ترى أن فنون العرائس التي كانت في أنطلاقتها موجّهة للكهول ثمّ أختزلت في الأطفال قد بدأت تعود إلى أصلها : كل الأعمار ؟
هناك مقال مهم للدكتور عزالدين لعزالدين العبّاسي صادر في التسعينات يؤكد فيه أن فنون العرائس مثل أي فن آخر غير مرتبطة بالأطفال وهذا ما نراه في هذا المهرجان الذي يستضيف تجارب من العالم .
وللأمانة هنادة الصباغ مدربة عرض” الكراسي ” تعمل على أن يكون هذا المسرح لكل الأعمار
وقدّمت عرضا مهما في مهرجان المسرح العربي في عمان بعنوان “ عد عكسي”
فالعرائس لكل الأعمار توجّه مهم اليوم في المسرح العربي رغم أن ” الأراجوز” بدأ للرجال و العرائس في الأصل كانت موجهّة للكبار
ومثل هذا المهرجان يمكن أعتباره أنجاز مهم جدّا بالنسبة ليس لتونس فقط بل للعرائسيين في للعالم العربي وقد لاحظت في السنوات الأخيرة أنّ هناك أهتماما متزايدا بهذا الفن وهناك مهرجانات في أكثر من بلد عربي ولم تعد مختزلة في الأطفال والناشئة بل أصبحت فنّا موجّها للجميع كما أنطلقت من مصر وسوريا في بدايات المسرح العربي .
نورالدين بالطيب