تونس -أونيفار نيوز-اكثر من سؤال يثار حول طريقة التعاطي الاعلامي للصدام السياسي والديبلوماسي بين الرئيس ترامب ودولة كولومبيا إثر ترحيل ترامب للمهاجرين الغير شرعيين مكبلين في طائرات عسكرية
حيث اتهم المحلل السياسي سالم المرزوقي وسائل الاعلام العربية بالتورط في تزييف الحقائق لخداع المتلقي العربي والإيحاء بقوة امريكا ورئيسها والحال أن الصورة عكسية تماما فالرئيس الكولمبي جوستافو بيترو هو الذي تحدى الرئيس ترامب وأهانه وجعله يتراجع.
الخبر كما أوردته كل وكالات الأنباء بما فيها الأمريكية أن الرئيس ترامب أمر بشحن المهاجرين الغير شرعيين مكبلين في طائرات عسكرية الى كولومبيا لكن الرئيس الكولمبي أغلق المجال الجوي ورفض استقبال المهجرين وبرر رفضه بلباقة ديبلوماسية وبأن كرامة مواطنيه وانسانيته تأبى عليه قبول المهجرين مكبلين في طائرات عسكرية كالحيوانات،فكان رد فعل ترامب عنجهيا وخارج اللياقه والأخلاق وقرر إثرها معاقبة كولومبيا بحزمة من العقوبات أهمها رفع الضريبة عن الواردات الكولمبية بنسبة 25% وهدد بمضاعفتها خلال أسبوع في المقابل.
كذلك قرر الرئيس الكولمبي المعاملة بالمثل ورفع الضريبة القمرقية عن الواردات الأمريكيه بنفس النسبه ومضاعفتها إن تطور الأمر.
وانطلقت حملة تشويه اعلامية أخلاقيه للرئيس الكولمبي من صنف اتهامه بالشذوذ والمخدرات وكان رد الرئيس الكولمبي حازما وقويا وبعيدا عن التفاهات فذكر أنه رفض مصافحة ترامب لعنصريته واعتباره اللاتينيين جنس من درجة ثانيه.
خلاصة المعركة أن قضية تهجير اللاجئين أخذت مسارها الطبيعي عبر التفاوض الديبلوماسي بعيدا عن العنجهية وسياسة لي الذراع الترامبيه مع اعتبار أن آلاف الأمريكيين يقيمون في كولومبيا بشكل غير شرعي وتراجع ترامب عن العقوبات وألغى رفع الضريبة الجمركية في المقابل الرئيس الكولمبي على موقفه وبعده لم يعلن إلغاء الرفع من جانبه.
في المقابل القنوات العربية الجزيرة واخواتها القت بنفسها في الحدث بوقاحة وأعلنت ان الرئيس الكولمبي انحنى وخضع لتهديدات ترامب والحال أن العكس حصل فترامب هو الذي تراجع خاصة بعد تضامن البرازيل ودول أمريكا الجنوبية مع كولومبيا.
خلاصة القول أن الاعلام العربي يعمل على تعمية المتلقي العربي بالكذب والخداع لتربيته على الخضوع والاستسلام وهو ما لم يفعله حتى الاعلام الغربي والأمريكي صاحب الشأن.مصداقا للمثل “من استحلى الكذب …يصعب فطامه”….