تونس – اونيفارنيوز يصادف الْيَوْمَ ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة التي كان لها دور اساسي في الحركة الوطنية وبناء الدولة عندما كان يقودها نخبة من أبناء الحزب الدستوري وقياداته وتصادف ذكرى التاسيس اليوم ان يكون الاتحاد في أسوأ حالاته بسبب التجاذبات والانقسام بين ثلاث تيارات طرفان في المكتب التنفيذي وطرف ثالث تمثله المعارضة النقابية التي تتسٌع كل يوم وترفع شعارها ضد الجميع .
والازمة العميقة التي يعيشها الاتحاد وتهدد وحدته رغم النكران الذي يمارسه جزء من أعضاء المكتب التنفيذي الذين يقلّلون من خطورتها لم تبدأ اليوم بل جذورها تعود إلى ما حدث في 2011 وتحوّل الاتحاد إلى لاعب اساسي في الحياة السياسية واستعمال بعض النقابات وخاصة في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والنقل للابتزاز عبر الإضرابات العشوائية التي افقدت الاتحاد حاضنته الشعبية ولم يعد ” اكبر قوٌة في لبلاد ” !
فهذه الأضرابات العبثية كانت ضد مصالح المواطنين البسطاء إضافة إلى مشاركة الاتحاد في كل محطّات العشرية السوداء التي قادتها النهضة وحلفائها من قوميين ويساريين الذين يسيطرون على اهم نقابات الاتحاد لذلك أصبح اليوم الاتحاد معزولا عن حاضنته الشعبية التي كانت مصدر قوته في كل المحطٌات المفصلية في تاريخ تونس المعاصر منذ تاسيسه .
بعد ثمانين عاما يبدو الاتحاد اليوم ضعيفا ومعزولا وغير قادر على فرض اي ” أجندا ” سياسية ولا على تحقيق اي مطلب نقابي مهما كان موضوعيا .
هذه الحالة مع ثقافة النكران والهروب الى الامام وغياب النقد الذاتي وتبادل الاتهامات قد تغرق هذه المرة ” الشقف “‘خاصة ان الاستهداف ليس من السلطة بل لخلافات داخلية عميقة !