أونيفار نيوز – ثقافة بعد مسيرة طويلة في التمثيل والكتابة صدر كتاب يوثّق ويحلل خصوصيات الكتابة المسرحية لدى جليلة بكار عن دار الجنوب للنشر بعنوان ” جليلة بكّار التمثيل وسؤال الكتابة ” للمسرحي والباحث عبد الفتاح الكامل الذي سبق أن عرفناه مخرجا له خصوصيته .وسيتم تقديم الكتاب غدا في سينما مسرح الريو .
..
الكتاب على قدر كبير من الأهمية إذ يرافق هذه المسرحية التي طبعت المسرح التونسي ببصمتها الخاصة في منحى شعري لافت سواء مستوى الأداء أو في مستوى الكتابة التي أنطلقت من منودراما ” البحث عن عائدة ” (1998) لتتواصل مع باقي الأعمال التي أخرجها فاضل الجعايبي مثل ” جنون ” ” عرب برلين ” ” خمسون ” ” يحي يعيش ” ” تسونامي ” ” العنف ” ” خوف ” .
الباحث تتبّع مسيرة جليلة بكّار منذ تجربة فرقة مسرح الجنوب بقفصة ( جنوب غرب ) في بداية سبعينات القرن الماضي ثمّ تجربة ” المسرح الجديد ” التي كانت أوّل فرقة مسرحية مستقلة سنة 1975 وخصّص فصلا لمسرحية ” فاميليا ” مطلع التسعينات من القرن الماضي وتوقّف عند مونودراما ” البحث عن عائدة ” التي كانت تجربتها الأولى في الكتابة وقد تمّ أنجازها بمناسبة أحياء ذكرى النكبة في بيروت في شهر مايو من سنة 1998 وقد أنجزت المسرحية بهذه المناسبة التي تذكّرنا بالجرح الفلسطيني وعرضت لأول مرة في مسرح بيروت وصدرت في كتاب سنة 2002 .
ويقول الكامل عن هذه التجربة ” أن هذا العمل قد مثّل نقطة أنطلاق جديدة وحاسمة في مستوى علاقتها بمفهوم النص وأساليبه وفتح لها أفقا جديدا في تجربتها كما منحها نوعا من التدفّق والسيولة في ممارسة كتابة مسرحية لم ينقطع مسار تطورها إلى اليوم ” .
” انا جليلة بكّار أتحدّث إليكم من فوق الركح ” هكذا تتحدّث جليلة في ” البحث عن عائدة ” التي سمّتها ” مونودراما عن المأساة الفلسطينية ” وعلى غلاف الكتاب ” كيف أحكي عن جرح غارق ساكن فينا منذ سنين ،جرح ورثته عن عائلتي وسأخلفه حتما ميراثا لأبنتي “وتقول جليلة بكّار في الحوار الذي أجراه عبد الفتاح الكامل عن تجربة الكتابة عن الجرح الفلسطيني ” أشتغلت فيه على عرض الوقائع الفلسطينية مدمجة بمحطات من تجربتي الفنية المسرحية ومعها تجربة عائلتي وتفاعلها مع هذه المأساة .فقد تطوّع للمشاركة الكثير من المواطنين التونسيين في النضال الفلسطيني وكان خالي عبدالرزاق واحدا من هؤلاء الذين حلموا بالمشاركة ،وهو ما بقي مطبوعا في ذاكرتي وفي علاقتي بهذه القضية العربية والإنسانية .وما تحمله القضية من أبعاد إنسانية وهو ما حاولت أن أترجمه في الكتابة التي قدّمتها على شكل صرخة أحتجاج ” .
هذا الكتاب رحلة شاملة في مسيرة جليلة بكّار وموقعها في المسرح التونسي لأكثر من خمسين عاما إلى جانب حضورها في سبعة أفلام تونسية تعدّ من أهم الأفلام التونسية إلى جانب ألتزامها بالدفاع عن قضايا الحريات والديمقراطية والمواطنة وفلسطين التي كانت دائما بوصلتها .
نورالدين بالطيب