اونيفار نيوز – شؤون دولية مر حوالي نصف شهر على سقوط النظام السوري بعد نصف قرن من حكم سوريا ومازال التصفيق ل” الحرية ” و” الديمقراطية ” متواصلا في الوقت الذي دمرت فيه أسرائيل خلال ساعات وليس أيام كامل المقدرات العسكرية لسوريا ورفعت علمها على جبل الشيخ الذي وصله نتياهو وقال بلهجة المنتصر أن أسرائيل ستبقى في سوريا الى الابد .
ومن الجهة الاخرى أرسل اردوغان رئيس مخابراته ووزير خارجيته لترتيب زيارته القريبة التي سيعلن فيها أنه الحاكم الفعلي لسوريا !
كل هذا لم يثر حفيظة أحد حتى من اليساريين الذين هللوا ل” الديمقراطية ” بل حتى قيادة حزب البعث باركت سقوط النظام ولا أحد انتبه او احتج على أحتلال دولة عربية عظمى لها بصماتها في التاريخ العربي بغض النظر عن النظام الحاكم !
إن ما حدث في سوريا هو نفس السيناريو الذي حدث في ليبيا والعراق فبعد تجربة دخول المارينز بغداد واحتلالها وسط نشوة اليساريين والاخوان بإحلال ” الديمقراطية “” فهمت واشنطن أنه لم تعد تحتاج لتحريك جيشها بل تكتفي بتجنيد ” الديمقراطيين ” وتسليح الاخوان لإسقاط الأنظمة الديمقراطية فالاحتلال التركي والامريكي والاسرائيلي غير مهم المهم هو ” الديمقراطية “و ” حقوق الانسان ” فهما كلمتان ساحرتان لتأبيد الأحتلال وضمان أمن أسرائيل بل حتى قاطعي الرؤوس ومغتصبي النساء ودفن الأحياء من زعماء داعش يتم الترويج لهم وتبييضهم مثل ما يحدث مع الجولاني الذي تحول فجأة من قاتل وقاطع رؤوس إلى حمل وديع وضحية أستبداد نظام الأسد !
وإذا كان النظام السوري أستعان بالروس والإيرانيين فلن يكون الحال أفضل مع حكم الجولاني الذي يستعين بالاتراك والصهاينة والادارة الامريكية .
ومثلما دفعت ليبيا غاليا ثمن ما حدث في ثورة فبراير وقبلها العراق واليمن لن يكون مستقبل سوريا أفضل وحتى الاكراد الذين شاركوا في ” الثورة ” السورية سيكون مصيرهم أسوأ في عهد قاطعي الرؤوس الذين فسحوا المجال واسعا لأردوغان لتصفية وجودهم السياسي والعسكري !
طبعا كل انهار الدماء التي سالت والتي ستسيل غير مهمة ، المهم أن الأحتلال ” ديمقراطي “