أونيفار نيوز – القسم السياسي سقط فجر الاحد النظام السوري وسقط معه حزب البعث الحاكم منذ ستينات القرن الماضي ليكون في نفس مصير حزب البعث في العراق ونظام صدام حسين ونظام القذافي الذي كان يتبنى الفكر القومي ويرفع شعار الوحدة العربية ولقبه جمال عبد الناصر زعيم القومية العربية .
لقد بدأت شعارات الوحدة العربية مع ثورة يوليو لكن هذه التجارب فشلت في تحقيق أي وحدة حتى فيما بين الحزب الواحد فحزب البعث منقسم إلى سوري وعراقي وكانت العلاقات بينهما في قطيعة رغم أنحدارهما من نفس الاب ميشال عفلق وشاركت سوريا في العدوان على العراق في حرب الخليج الاولى كما فشلت تجربة الوحدة بين مصر سوريا بعد فترة قصيرة .
واللافت أن كل هذه الانظمة التي ترفع شعار القومية سمحت لأجهزتها العسكرية والامنية بالتدخل في شؤون الدول العربية الاخرى فعبد الناصر تدخل في حرب اليمن بقواته وحافظ الأسد تدخل في لبنان وارتكبت قواته مجزرة تل الزعتر وكان طرفا في الخلافات الفلسطينية وصدام حسين زحف على الكويت وهي النكبة التي تتالت بعدها كل نكبات العالم العربي بما فيها التي نشهدها اليوم .
لقد رفعت الانظمة القومية شعارات فضفاضة وتبنت خطابات عاطفية ليس لها أي صدى في الواقع والنتيجة كانت خرابا على حد عبارة الشاعر مظفر النواب .
فالعراق أنتهى إلى إستعمار أمريكي وإيراني وليبيا مقسمة إلى حكومتين مع قواعد تركية وروسية وسوريا مهددة بحكم طالباني والتقسيم .
لقد كان الزعيم الحبيب بورقيبة بعيد النظر حين راهن على التعليم والصحة وما يبني الانسان التونسي بعيدا عن الشعارات والعواطف ونأى بتونس عن المعارك والتحالفات الخاطئة .