عوالم المرئي واللامرئي
أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب“عوالم المرئي واللامرئي ” عنوان كتاب جديد للدكتور صلاح الدين الحمٌادي صدر عن دار يافا للنشر بتونس وهو في الاصل أطروحة دكتورا في الادب واللغة والحضارة العربية نوقشت في كلية الآداب والفنون والأنسانيات بمنوبة تحت العنوان التالي : عوالم المرئي واللامرئي الممكنة في نماذج من الادب العربي القديم .
ويقول الدكتور صلاح الدين الحمّادي في مقدمة الكتٌاب ” بالنظر في المأثور السردي العربي القديم بما في ذلك النص القرآني وكتب تفسيره ،نجد ان هذا المأثور قد حفل بما يفيد ذهاب المعتقدات العربية القديمة إلى بناء عوالم أخرى موازية او مجاورة لعالم الأنسان الواقعي اي الحقيقي son monde réel عوالم تعج بالكائنات الفاعلة وتتميز بخواص معينة ”
ويضيف ” ما يعنينا في بحثنا بصفة خاصة من هذه العوالم هو ما تعلّق منها بالعيان ،اي ما تعلٌق بما بمكن رؤيته من الكائنات وما لا يمكن .ففي الواقع المرئي ،اي في العالم الحقيقي le monde réel كل موجود هو معقول ،يعقل بواسطة حاسة من الحواس ولمٌا كانت المعرفة تحصل بحاسة البصر اكثر من غيرها من الحواس ،اضحى ادراك الأشياء بجارحة العين هو الأساس المعتمد في إدراك الكائنات والإحساس بوجودها “
وتضمّن الكتاب ثلاثة أبواب وكل باب تضمّن مجموعة من الفصول مع مقدمة عامة حول دواعي بناء عوالم المرئي واللامرئي واهتم في الباب الاول ب” الكائنات الشبحيات ” والباب الثاني الخواص يرى ولا يرى والباب الثالث العوالم هنا وهناك .
هذا الكتٌاب تناول مبحثا طريفا حول وجود عوالم لا مرئيّة وتمثٌل الادب العربي لها سواء في النصوص الأدبية او في الأساطير والمرويات الشعبية ولعل ما يلخٌص هذه الاطروحة التساؤل الذي طرحه الباحث ” ولنتخيل الآن ان أنسانا ما من الزمن المعيش حاليا قد رأى رأي العين فعلا إحدى تلك الموجودات اللامرئية / المرئية بمحض إرادتها وفي اللحظة التي تختارها للتبدي للعيان وان ذلك الانسان قد سجّل هذا الظهور بوسائل التسجيل الحديثة والمتاحة الآن للجميع .الن يمثٌل ذلك ،اي تلك الرؤية لذلك الموجود حدثا تاريخيا ،ماديا ،قد يقلب كل رؤيتنا للعالم ،بل قد يقلب حتى كل قوانين العلوم التجريبية التي انبنت عليها الحضارة الانسانية في أشكالها الحديثة وفي مختلف المجالات ”