تونس -اونيفار نيوز-ردا على هذا السؤال الذي رافق اغتيال اسماعيل هنية والذي اغرق كل التحاليل علق الاعلامي والمحلل نورالدين المباركي ان بعض الإجابات، بقطع النظر عن سطحيتها أو جديتها، لم تخرج عن سياق إسقاط الخلاف السياسي و الطائفي مع طهران والمحور الذي تتحرك ضمنه ( لبنان- سوريا ) ،لذلك كانت اغلب هذه الإجابات ” تهويمات ذاتية” واعادة ترتيب لجمل قديمة يتم تكرارها كلما حصلت عملية أمنية.
في المقابل ، هذا المربع ” لماذا في طهران ؟ “، لا يمثل في الحقيقة الا جزء صغيرا من الصورة كاملة في ظل ما تشهده المنطقة التي أبرز عناوينها الحرب على غزة .
منذ أشهر مثل ملف ” اليوم التالي للحرب ” ، الملف الابرز على طاولة المفاوضات المعلنة و غير المعلنة ، في الدوحة و القاهرة ، ولم يتحلحل هذا الملف بسبب التباين الكبير في المواقف وموازين القوى على الارض.
الإدارة الإسرائيلية تدفع في اتجاه القضاء على المقاومة و نزع سلاحها وقطع قنوات دعمها واسنادها..فيما المقاومة متمسكة بوجودها مستندة إلى الجبهات الجديدة التي فتحت في جنوب لبنان و اليمن خاصة .
أما على الأرض فإن الأشهر العشرة الأخيرة لم تمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ بداية الحرب في مقابل صمود لافت للمقاومة التي حافظت على قدرتها على التحرك و إدارة المعارك و خاصة على حاضنتها داخل الأراضي المحتلة و خارجها .
وعليه يبدو أن ” اليوم التالي للحرب ” كما تريده الإدارة الإسرائيلية مازال بعيدا و هو ما أثر سلبا على الوضع الداخلي في إسرائيل ليس فقط من خلال الانقسام في حكومة ناتنياهو أو الضغوطات التي يمارسها أهالي الأسرى لدى حماس وإنما على الإدارة العسكرية التي أصبح الحديث على أن ” العسكر لا يريد استمرار الحرب ” عنوانا علنيا .
و الرفع من نسق عمليات الاغتيال التي تستهدف القيادات السياسية و العسكرية هو آلية إسرائيلية لتقريب ” اليوم التالي للحرب ” و لصب الماء على الاحتجاجات الداخلية .
واغتيال هنية ربما يأتي في هذا السياق وفق التقديرات الإسرائيلية، لكن أيضا هذا الاغتيال فتح سياقا جديدا وهو ” اليوم التالي لاغتيال هنية “….