اونيفار نيوز ثقافة -كتب نورالدين بالطيب –ارتبط تاسيس المهرجانات التونسية منتصف الستينات بالمسرح التونسي بالتزامن مع تاسيس الفرق الجهوية للمسرح وكان افتتاح المهرجانات باعمال جديدة من التقاليد التي تواصلت حتى بداية التسعينات كما تاسست مهرجانات متخصصة في المسرح مثل مهرجان دقة الذي لم يكن يقدم إلا المسرح في ركحه الاثري وأعمدته التي تشهد على قرون من الحضارة التونسية وكذلك مهرجان مسرح البحر الابيض المتوسط الذي أسسه منصف السويسي منتصف السبعينات .
اليوم لا نجد المسرح التونسي حاضرا إلا في مهرجان الحمامات الذي ارتبط اسمه بالمسرح اما بقية المهرجانات فترفض حتى تقديم العروض المدعومة في الوقت الذي تقدم فيه الملايين في عروض موسيقية بلا قيمة احيانا .! إن التجاهل الذي يعانيه المسرحيون في المهرجانات الصيفية مرتبط بفهم خاطئ للمهرجانات بدأ منتصف التسعينات عندما تحولت وزارة الثقافة إلى وزارة ترفيه وفسح المجال لنجوم العلب الليلية ومتعهدي الحفلات الذين اصبحوا المتحكم الفعلي في المهرجانات التي اصبحت سوقا !
المطلوب اليوم إعادة الاعتبار للمسرح وللمسرحين الذين كانوا وراء تاسيس المهرجانات ففي تونس اليوم هناك مركز فنون درامية في كل مركز ولاية مع مركزين في جزيرتي قرقنة وجربة لكن كل هذه المراكز مقصية ليس من المشاركة في تنظيم هذه المهرجانات بل ” ممنوعة ” من العرض فيها ! فالقطع مع ثقافة التسعينات بما فيها من ” ربوخ “و” حضرة ” باسم تهذيب التراث والتكريم والعودة إلى ثقافة الإبداع وليس ” العربون ” شرط اساسي للنهوض بالثقافة الوطنية .