أونيفار نيوز – ثقافة نورالدين بالطيب كتاب جديد صدر منذ أيام عن جمعية آفاق ودار نشر نشاز حول الشاعر والمناضل الشيوعي خميس زليلة الشهير بلقب ” عمي خميس ” الذي عرفه الجمهور الواسع خاصة بأغنية ” بابور زمر” التي لحنها وغناها الفنان الراحل الهادي قلة والتي كانت عنوانا لمرحلة كاملة في الموسيقى التونسية منذ أواخر سبعينات القرن الماضي .
هذا الكتاب عن عم خميس (1917-2009)أعده علي سعيدان الباحث في التراث الشعبي وتتبع فيه خطى المولدي زليلة منذ طفولته في قرقنة مرورا بالعاصمة وصولا إلى فرنسا وخاصة باريس وقرونوبل متتبعا نضاله السياسي في الحزب الشيوعي التونسي زمن العمل السري وصلته بالعمل النقابي في فرنسا ومساهمته في تأسيس وتحرير جريدة ” العامل التونسي ” .
الكتاب تضمن أيضا بعض قصائد عم خميس التي نشرت في جريدة العامل التونسي السرية ونماذج من أعماله الفنية كما توقف سعيدان عن أنتفاضة الطلبة في فرنسا ماي 1968 وأمتداداتها على الحراك السياسي والثقافي في تونس من خلال الطلبة التونسيين في فرنسا .
وبعد الرحلة الفرنسية عاد عم خميس مطلع الثمانينات إلى جزيرة قرقنة وحوّل بيته إلى مزار ثقافي وفني لاستقبال أصدقائه والمفتونين به وقد تحوّل إلى أسطورة بالنسبة لأجيال من الشباب اليساري خاصة .
الكتاب أراده علي سعيدان بلغة مزيجا من العربية الفصحى والدارجة التي كانت قريبة لروح عم خميس وهو كتاب يضيء للأجيال الجديدة شخصية كان لها حضورها في المشهد الثقافي والسياسي والنقابي وهو ما يجعل من هذا الكتاب أضاءة مهمة ليس لعم خميس فقط بل عن جيل كامل من الشيوعيين التونسيين .