-
يلتقي مع سعيد في التأثر بالفكر الناصىري…!!!
-
فتور مع صديق الأمس… قد يكلفه موقعه على رأس البرلمان…؟!!!
تونس – اونيفار نيوز لم يكن ابراهيم بودربالة شخصية معروفة قبل سنة 2019 إلا لدى المعنيين بشؤون المحاماة و المتابعين لكواليسها .
ذلك أن رئيس مجلس النواب الحالي قد كرّس حياته ، بشكل كامل ، للمحاماة التي التحق بجدولها كمحام متربص يوم 6 جوان 1977 بعد أن أحرز على الإجازة في الحقوق سنة 1976.
يمكن القول أن ابراهيم بودربالة قد ” تجنب ” منذ شبابه ” التورط ” الكامل في العمل السياسي دون أن يكون في قطيعة معه ، و هو الذي ينحدر من مدينة الحامة التي قدمت خلال النضال ضد الاستعمار عددا من القيادات التي تركت أثرا في مسار الأحداث في تونس القرن العشرين و يكفي التذكير هنا بمحمد الدغباجي و محمد علي الحامي و الطاهر الحداد.
يضاف إلى ذلك أن ابراهيم بودربالة، المولود يوم 7 أوت 1956 , قد التحق بكلية الحقوق في اكتوبر 1972 بعد أقل من عام من أحداث فيفري 1972 التي تواصلت تداعياتها لسنوات . تأثر بودربالة بمناخ الجامعة التونسية و التيارات الايديولوجية التي تشقها دون أن ينخرط في النضال الطلابي بشكل مباشر .
يبدو أن المناخ العائلي قد أثر في مسار ابراهيم بودربالة ،و هو الذي ولد في منطقة باب الفلة الشعبية و كان الابن الثامن في عائلته ، و جعله ينصرف أكثر إلى نحت مسيرة في مهنة المحاماة و قد انطلق في هذه المسيرة بشكل مبكر من خلال الالتحاق بالهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامين الشبان سنة 1979 قبل أن يصبح رئيس الجمعية سنة 1983 .
و حين نتحدث عن علاقة ابراهيم بودربالة بمهنة المحاماة فان الامانة تفرض الإشارة إلى ان بودربالة لم يسجل نفسه كأحد المحامين البارزين في اختصاص معين أو باسهامات أكاديمية أو في سياق النضال السياسي و الحقوقي . يحسب لابراهيم بودربالة في علاقته بمهنته المحاماة أنه كان عند توليه رئاسة فرع تونس ( من 1992 إلى 1998) قريبا من المحامين و خاصة المتربصين منهم في ظرف اخذت فيه ملامح الأزمة الهيكلية للمحاماة التونسية تبرز .
و أما النقطة الثانية فهي ” مثابرة ابراهيم بودربالة للوصول إلى كرسي ” عمادة المحامين” المهم في مهنة المحاماة. شرع إبراهيم بودربالة في ” مغازلة” هذا الكرسي منذ سنة 2022 و لم ينجح في بلوغه إلا سنة 2019 بعد أن ترشح في ست مناسبات متتالية و لم ينجح. هناك سمة لازمت مسيرة ابراهيم بودربالة و تتمثل في أنه مارس ، قبل 2019 ، ما يمكن اعتباره شكلا من ” التقية السياسية ” لأنه كان معنيا بحكم الارتباط الوثيق لمهنة المحاماة بالشأن السياسي ، إلى أن يعبر عن بعض المواقف و أن يكون حاضرا في بعض ” المناسبات” .نسب ابراهيم بودربالة نفسه للتيار الناصري دون ان ينخرط في السجالات التي تميز ” الساحة القومية ” و تطوع للدفاع عن بعض قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل عقب أحداث جانفي 1978 و متهمي احداث قفصة سنة 1980 و اختار أن ينوب المحامين فقط في قضايا حركة الإتجاه الاسلامي في 1981 و 1987 .
و انتمى ابراهيم بودربالة لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي أسسه عبد الرحمان التليلي بعد نوفمبر 1987 بدعم من رئيس الجمهورية انذاك زين العابدين بن علي و ظل فترة في المكتب السياسي لهذا الحزب دون أن يكون من القيادات البارزة إعلاميا.
و يمكن القول أن سنة 2019 كانت السنة المنعرج في طريق تحقيق ابراهيم بودربالة لحلمه الذي لازمه طويلا و هو الفوز بكرسي عمادة الهيئة الوطنية للمحامين و قدمت له ” هدية الصدفة ” بعد أن أصبح صديقه في الطفولة قيس سعيد رئيسا للجمهورية . اختار ابراهيم بودربالة أن ينحاز لمشروع قيس سعيد خاصة و أنه يلتقي معه في رفض الإسلام السياسي و في التأثر بالفكر الناصري.
و قد كلفه ذلك تململ عدد من المحامين و العمداء القدامى ، و أساسا شوقي الطبيب و عبد الرزاق الكيلاني ، و لكن قرب هؤلاء من حركة النهضة ساهم في تلطيف الانتقادات و خاصة في مزيد التقارب بين إبراهيم بودربالة و قيس سعيد و هو تقارب اتضح في دعم بودربالة للاجراءات التي اتخذها قيس سعيد في 25 جويلية 2021 و في تكليفه سنة 2022 برئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية و الاقتصادية صلب اللجنة الوطنية للحوار الوطني التي شكلها قيس سعيد و عهد برئاستها للصادق بلعيد.
كان واضحا ان ” اندفاع ” ابراهيم بودربالة في دعم قيس سعيد قد يقلص حظوظه في نيل عهدة ثانية في عمادة المحامين و هو ما جعله يتجه أكثر نحو الانخراط أكثر في العمل السياسي خاصة و أنه قد استطاع أن يقترب من محيط …