تونس – اونيفار نيوز تتنافس شركات الإشهار والفضائيات والإذاعات على الفوز بأكثر ما يمكن من عقود الإشهار عبر محامل الانتاج التلفزيوني وخاصة المسلسلات وبرامج المسابقات والسلاسل الكوميدية .
وفي كل رمضان يتحول الإشهار إلى المسلسل الأطول الذي يعذب المشاهد خاصة في برامج التلفزة العمومية بقناتيها إذ أن المشاهد يدفع الضرائب لهذا المرفق العمومي ومن حقه أن يطالب بأحترامه وأحترام القانون الذي ينظم مساحات الأشهار .
فالإشهار له قوانين تنظمه في كل بلدان العالم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية ولابد من إيجاد تشريعات صارمة خاصة في مستوى الضرائب للدولة وأجبار شركات الأشهار على المساهمة في الأنتاج التلفزيوني من أجل تنمية الدراما التونسية وليس مجرد أستعمالها كمحمل بل التدخل أحيانا في المضمون حتى تلائم ما يحبه الجمهور وهذا سبب أساسي في مضامين الأسفاف والأبتذال التي نلاحظها في الأنتاج الكوميدي خاصة بسبب أملاءات شركات الإشهار .
فشركات الإشهار أصبحت هي ” رئيس التحرير ” الفعلي في الفضائيات والإذاعات التونسية لذلك لا نكاد نجد برنامجا ثقافيا واحدا محترما لا في رمضان ولا في غير رمضان وهي حالة تونسية غير مسبوقة تحتاج لتدخل من الدولة فالبرامج الثقافية لا نصير لها ولا ممول وهذا وضع لا يمكن أن يستمر لأن كراس الشروط المعتمد في بعث الفضائيات والإذاعات ينص على ضرورة دعم هذه المؤسسات للانتاج الثقافي التونسي وهو ما لم نره على أرض الواقع بل خلقت حالة من التصحر الثقافي والتسطيح الفني وترتكب يوميا جرائم سمعية وبصرية في حق المشاهد بإسم التعددية وحرية التعبير !