تونس – اونيفار نيوز عاد الحديث عن السيارة ” الوظيفية ” لرئيس مجلس النواب ابراهيم بودربالة ليحتل موقعا في وسائل الإعلام في سياق يطرح أكثر من سؤال. ذلك أن ما كان معلوما هو أن رئيس الجمهورية قد طلب من مصالح الأمن الرئاسي، بوصفها مكلفة منذ عقود بتأمين مجلس النواب ، بإعادة السيارة التي وضعت على ذمة رئيس مجلس النواب إلى مصالح رئاسة الجمهورية بقرطاج. و لا شك أن هذه الحركة تمثل رسالة و إشارة إلى أن العلاقة بين قيس سعيد و ابراهيم بودربالة ليست في أفضل حالاتها في الأشهر الأخيرة.
و لم يزد ” التوضيح ” الذي قام به رئيس مجلس النواب منذ قليل إلا تأكيدا على أن التيار مقطوع بين ” الرئاستين”. إشارة بودربالة أنه كان المبادر بإعادة السيارة لا يصدقها الكثيرون و لكن دلالاتها أهم من محتواها .
إنها دليل على أن رئيس مجلس النواب حريص على أن تبقى العلاقات فاترة مع صديق الأمس الذي نفض عنه غبار تقاعد طالت مدته و ألقى به إلى صدارة المشهد السياسي و إلى موقع له ، في كل الحالات، أهميته و رمزيته و أيضا خطورته. و الحديث عن الخطورة يحيلنا إلى أن تحول الود إلى جفاء بين سعيد و بودربالة يعود إلى زيارة هذا الأخير منذ أشهر إلى الجزائر و ما أثارته لدى قيس سعيد من هواجس تضخمت على هامش عملية ” إجهاض ” مشروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني و كشف ابراهيم بودربالة لفحوى مكالمة هاتفية جرت بينه وبين رئيس الجمهورية وهو ما جعل قيس سعيد يبدو في مظهر يختلف عن مواقفه المعلنة من التطبيع .
و لا شك أن ما يبدو أكثر أهمية هو مستقبل العلاقة بين قيس سعيد و ابراهيم بودربالة و خاصة مستقبل ابراهيم بودربالة في ظل تحرك و تلويح البعض باللجوء إلى آلية سحب الثقة منه داخل مجلس النواب و أيضا سحب الوكالة التي قد تطال نوابا آخرين و لكن لا شيء يمنع من أن تنسحب على ابراهيم بودربالة.
واضح أن الأيام القادمة ستشهد ” تطورا ” في مظاهر الصراع الصامت بين ” الرئيسين ” و ستكشف في هذا السياق عن حقيقة موازين القوى داخل مجلس النواب و عن حقيقة الأطراف الفاعلة فيه .