-
تآمر على الأنظمة… بعد الاقتراب منها: من بورقيبة… إلى الباجي… مرورا ببن علي…!!!
أنهت الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 جويلية و في 22 سبتمبر ثم مسيرة الأحد 3 أكتوبر… وخاصة الجنازة الرمزية التي اقيمت في المسيرة للنهضة بشكل واضح وجلي المسيرة السياسية لراشد الغنوشي و وضعته في مثلث يصعب كسر ضلوعه و هي العزلة في علاقة بقطاعات واسعة من الرأي العام الوطني و في مستوى المؤسسات السياسية و العلاقات الخارجية و داخل حركة النهضة ذاتها.
لقد أعلنت هذه العزلة التي تزداد وضوحا يوما بعد يوم النهاية السياسية لرجل لم يغذ طوال ظهوره في الساحة العامة إلا الغموض حول شخصه و حول حقيقة أهدافه و خاصة حول الدور الذي كلف به و الجهة او الجهات التي وقفت وراءه و وفرت له دعما وحماية لم يتوفرا لغيره من الناشطين في الشأن العام.
لماذا تخلى عن لقبه الأصلي…!!!
و يبدو أكبر غموض , و يبدو أنه متعمد , ذلك الذي يحيط باهم جانب من السيرة الذاتية لراشد “الغنوشي ” و هو المتصل بالعائلة التي نشأ فيها و بتمسكه بالتخلي عن لقبه الأصلي و هو “الخريجي ” و الذي يحيل الى عائلة لها مكانتها و موقعها و وزنها في مدينة الحامة و تعويضه بلقب “الغنوشي ” الذي يحيل الى مدينة غنوش التي لا يملك فيها راشد الخريجي ماضيا و لا امتدادا .
هناك ايضا تعتيم كلي عن طفولة راشد الغنوشي و عائلته الموسعة و مما يثير الانتباه ان من يدعو في العلن إلى ” صلة الرحم ” حضر
جنازة شقيقه الأكبر منذ سنوات كأي شخص غريب و أنه لم يتحدث و لو مرة عن اشقائه و شقيقاته او يظهر معهم .
و ليس هذا هو التناقض الوحيد او الجانب الغامض الوحيد في راشد الغنوشي و مسيرته .
ملامح وجهه التي تعكس الخبث و المكر لا تبرز منها ادنى منها من تلك الإشارات التي تظهر في قسمات وملامح وجه و نظرات المؤمنين الصادقين و هو ما جعل التونسيين و التونسيات لا يمنحونه ثقتهم.
حارب معارضيه بالأراجيف والأكاذيب…!!!
راشد الغنوشي الذي يدعي أنه كرس نفسه لخدمة الإسلام حارب معارضيه في الحركة او خارجها و منذ عقود بالاراجيف والأكاذيب .
و مما يروى في هذا الصدد ان حسن الغضباني لما بالغ الغنوشي و ” ادواته ” في استهدافه في سبعينيات القرن الماضي باشاعات تستهدفه أثار الأمر مع راشد الغنوشي الذي اجابه ببرود و استهزاء انه يحق ذكر “المنافق ” بما فيه و بما ليس فيه “ليتجنبه الناس”.
راشد الغنوشي تحول في “عودة وعي غامضة ” من الفكر القومي الى الحركة الاسلامية دون ان يكون هناك شخص واحد يتذكر مروره بالتنظيمات القومية .
ويتجلى التمسك بالغموض و الخداع لدى راشد الغنوشي في تشبثه بمقولتين خطيرتين و هما اعتبار ان حركته تقوم على “الايمان بما هو معلوم من الدين بالضرورة ” و انها اشبه “بموسى الذي تربى في قصر فرعون ” .
المقولة الأولى تجعل كل من لا ينتمي لحركة النهضة خارج دائرة الإسلام وأما الثانية فهي “تبرير ” للتامر على الانظمة بعد الاقتراب منها و هو سلوك مارسه راشد الغنوشي مع النظام التونسي زمن بورقيبة و بن علي ثم مع الباجي قائد السبسي أو في علاقاته المتقلبة مع الجزائر و السودان و السعودية و ايران.
ولا شك ان اكبر مظاهر “غموض ” الغنوشي ثروته الطائلة و هو الذي قضى أغلب مراحل حياته عاطلا عن العمل و ايضا الأطراف التي تقف وراء “توجيهه ” لتخريب كل تجربة يمكن ان تثمر في تونس إذ لعب دورا حاسما في دفع زين العابدين بن علي الى العودة الى منطق الاعتماد على الحلول الأمنية لحماية الدولة و المجتمع من عنف منفلت من عقاله و غير مفهوم و لعب دورا منذ 14 جانفي 2011 في تخريب التجربة من الداخل.
مراد بن سليمان