فشل حزب التحرير اليوم في ” حشد” التونسيين للتعبير عن رفضهم للوضع الحالي و الدعوة لإقامة ” الخلاقة الإسلامية ” و بعيدا عن هذا الفشل المتوقع و المعلن فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو لمصلحة من يتحرك حزب التحرير و لماذا اختار ان يتحرك في هذا الظرف بالذات.
يمكن الإجابة من خلال التأكيد على ان حزب التحرير هو ، و رغم الشعارات الراديكالية ، من ” صناعة ” المخابرات البريطانية كما هو الشأن بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين و من هذه الزاوية فإن تحركه يهدف إلى تخفيف الضغط على راشد الغنوشي الذي جعلته إقامته المطولة في بريطانيا أداة من أدوات الأجهزة البريطانية التي يدرك الجميع أنها من أقوى الأجهزة الاستخبارية في العالم و أنها توجه إلى حد كبير السياسات الأمريكية و أنها أيضا تحرص على جعل عملائها في مناى من المحاسية و هو ما ينطبق على حزب التحرير الذي يتمتع بحماية بريطانية تجعله بعيدا عن المساءلة رغم أنه ينتهك قانون الأحزاب و يستهدف القيم الجمهورية و هذا ينسحب إلى حد كبير على راشد الغنوشي و لكن حزب التحرير في تونس يرتبط من خلال علاقة غامضة بين نوفل و رضا بلحاج بصلة مع قيس سعيد و يلتقي معه فكريا في تثمين الخلافة الإسلامية و تحركه اليوم يخفف الضغط على قيس سعيد الرافض أيضا للأحزاب السياسية و الساعي لاستبدال الجمهورية بنمط جماهيري.