-
لا شيء يخيف النهضة أكثر من العزلة السياسية و التكتل ضدها
-
بوادر تشكيل تحالف واسع يضم رئيس الجمهورية و اتحاد الشغل، مع تصاعد غضب الشارع
-
كيف تحول الفتيتي و الشواشي إلى مجرد اعوان تنفيذ عند الغنوشي؟؟
تونس – “الوسط نيوز” : كتب مصطفى المشاط
فاجأت حركة النهضة أمس الوسط السياسي بإصدار بيان وقعه رئيسها راشد الغنوشي أدانت فيه مساعي تشكيل كتلة جديدة في مجلس نواب الشعب و أشارت فيه لرئيس الحكومة الفخفاخ بما يفهم منه وجود علاقة بينه و بين الكتلة الجديدة التي تتداول الأوساط السياسية تشكيلها بنفس سيناريو تشكيل كتلة الأئتلاف الوطني التي ولدت في 2017 لدعم يوسف الشاهد و تطورت إلى حزب كانت النهضة آنذاك من أكبر الداعمين لها و تحالفت معها. و قد تأسست الكتلة وقتها على أنقاذ آفاق تونس ومشروع تونس و نداء تونس و الإتحاد الوطني الحر و تحولت إلى الكتلة الثانية بعد النهضة. فلماذا تغير موقف النهضة من الترحيب و التحالف في 2017 إلى الادانة. ؟
الواضح أن صياغة البيان كانت من قبل مكتب الغنوشي في البرلمان ما دام مكتبه التنفيذي منحل…و لم تجتمع شورى النهضة!!!
و يمكن تفسير هذا البيان اللغز بتخوفات جدية من قيام تحالفات و توازنات جديدة داخل المجلس قد تطيح بالغنوشي من رئاسة البرلمان و قد ظهر شبه اجماع لدى مجموعة القروي على أن سبب الغضب الشعبي على البرلمان هو شخص رئيسه الذي يسيطر على المكتب و تحول مساعديه الفتيتي و الشواشي إلى مجرد اعوان تنفيذ مقابل تغول مدير الديوان الحبيب خذر…!!!! فما رأي مجموعة حسونة الناصفي و غيرها…؟؟؟
و هذا ما يفسر غرابة بيان النهضة إذ أن التقاء النواب في كتل لا يخضع إلى ترخيص بل إلى أعلام لرئاسة المجلس يعلن عنه في الجلسات العامة فقط و بالتالي فليس من حق حركة النهضة مالم يتغير النظام الداخلي منع أي نائب من مغادرة كتلة و الالتحاق بكتلة أخرى مثل ما يتوقع أن يحدث مع الكتلة الجديدة. و الأغرب أن رئيس مجلس نواب الشعب هو الذي وقع على بيان التحذير فلماذا كل هذا الخوف و الأرتباك؟
لا شيئ يخيف حركة النهضة و جماعات الأسلام السياسي أكثر من العزلة السياسية و التكتل ضدها لذلك تسعى دائما إلى “الوفاق” لتختفي وراءه في الوقت الذي تنفذ فيه أجندتها بشكل مستقل فعلت هذا مع التكتل و المؤتمر و نداء تونس وكلها أحزاب أندثرت و اليوم تعمل على تكرار السيناريو داخل المجلس مع كتلة قلب تونس و الأئتلاف الوطني و ائتلاف الكرامة وبعض المستقلين لأن حليفيها حركة الشعب و التيار الديمقراطي لا يمكن الوثوق فيهما بل تتوقع تصدع التحالف الحكومي قريبا.
النهضة تدرك أن الكتلة الجديدة أن كتب لها التأسيس فستكون على حسابها و ستسحب البساط و المبادرة منها لتعزلها فالنواب الأقرب لهذه الكتلة سيكونون من الأصلاح الوطني وقلب تونس والمستقلين بما يتيح لها عددا لن يقل عن الثلاثين نائبا و سيكون هناك تحالفا متوقعا مع حزبي التيار وحركة الشعب وكتلة المستقل والكتلة الوطنية ومن بقي من المستقلين خارجها وستدعمهم كتلة الدستوري الحر في أي تصويت وهكذا تصبح النهضة وحدها مع من سيبقى من قلب تونس والاصلاح وائتلاف الكرامة و بالتالي لن تكون قادرة على المناورة داخل المجلس و تفقد بالضرورة التحكم في توجهات الحكومة و بالتالي ستفقد التحكم في توجهات الحكومة وهو ما تخشاه النهضة خاصة وهي تدرك أن التحالف بين رئيس الحكومة و رئيس الجمهورية سيكون على حسابها وستكون هذه الكتلة هي آلية التنفيذ.
لهذه الأسباب ستعمل النهضة على تعطيل تشكيل هذه الكتلة لكن هل ستقدر على ذلك أمام بوادر تشكل تحالف واسع ضدها يضم رئيس الجمهورية قيس سعيد و الأتحاد العام التونسي للشغل وتصاعد غضب الشارع على رهنها للبلاد منذ عشر سنوات و توريط تونس في محاور مثل الملف السوري و الليبي.
فالمؤشرات الحالية تكشف أن مشهد 2013 في طريق التشكل من جديد بسبب أصرار النهضة على التغول و تأميم البلاد لحسابها.