صرح النائب وليد جلاد انه لولا يوسف الشاهدً لاصبحت تونس مثل اثيوبيا هذه المقارنة في غير محلها واقعيا لان النائب وليد جلاد تناسى ان تونس أصبحت دون اثيوبيا و ان فشل الحكومة الحالية هو السبب في ذلك بسبب السياسيات الخاطئة فإثيوبيا التي تحدث عنها كانت في 2000 احدى اكثر بلدان العالم فقرا و تهددها المجاعة الا انها تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
و أصبحت تعتبر واحدة من الدول الخمسة الأسرع نموا في العالم اذ نجحت في تحقيق معدلات نمو اقتصادية قوية ففي سنة 2012-2013 بلغ معدل النمو نحو 9.7 و حققت المرتبة 12 بين الاقتصاديات العالمية من حيث سرعة النمو و قد أدى النجاح المستمر في البلاد على مدار السنوات الماضية في خفض نسبة الفقر بشكل كبير من 44 بالمائة سنة 2000 الى 30 بالمائة سنة 2011 في حين ان تونس تعيش احلك فتراتها نسبة نمو ضعيفة السنة الماضية 2.6 بالمائة رغم تاكيد الحكومة انها إيجابية مقارنة 2017 عادت الى مؤشرها العادي ارتفاع مؤشر الأسعار عند الاستهلاك و تواصل انهيار قيمة الدينار ارتفاع نفقات الاجور الى اكثر من 14 بالمائة من الناتج.
و ان كنّا نتفهم ما يقوله وليد جلاد فهو يندرج في نطاق مدحيات المتنبي لسيف الدولة الا ان المتنبي كان يتقن أدوات اللغة في المقابل وليد جلاد يجهل الاقتصاد و يتجاهل ان للتونسي الأدنى من الوعي الذي يمكنه من التمييز بين الباطل و الحق و بين الصبايحي و الوطني و عليه ان يقرا التاريخ حتى يعرف ان شواش السلام عند سيدي الباي قبرهم التاريخ و انتهوا الى حيث لا رجعة.
فالرجاء منه قليلا من الحياء فالتونسي جاع و عطش و ما ينتظره من حكم المتدربين قد يخفي له الويلات و ان التونسي اصبح يتمنى ان يكون كإثيوبيا الْيَوْمَ.