تونس – اونيفار نيوز لم يسبق أن تحول عدد من السفراء في ” وفد” إلى مقر هيكل مهني كما حصل منذ ساعات. فقد استقبل مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين سفراء كل من فرنسا و ألمانيا و السويد و تشيكيا و ممثل الإتحاد الأوروبي.
عدد السفراء و المكان و السياق كلها نقاط تطرح اكثر من سؤال و استفهام خاصة و أن بيان النقابة كان واضحا في أن المكتب التنفيذي طلب من السفراء ” الزائرين ” دعما في مواجهة سياسات السلطة السياسية تجاه الإعلام. هذا الطلب هو في جوهره ضربة في الصميم لما يفترض أن يقوم عليه العمل الصحفي من حرص على الاستقلالية و لكنه تأكيد على درجة تغلغل ” اللوبيات الأجنبية ” في مراكز القرار و التأثير في الإعلام التونسي و التي تعمقت منذ 14 جانفي 2011 عبر ” برامج تكوين و تدريب ” مع الإتحاد الأوروبي و مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير.
سقطة سياسية تندرج ضمن ابتعاد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن دورها المهني و انخراطها أكثر في خدمة أجندة سياسية ظاهرها الدفاع عن الحريات و جوهرها الحنين إلى تجربة 18 أكتوبر و محاولة إنتاج نسخة جديدة منها.
سقطة أصابت تماسك الجسم الصحفي الذي كان بالأمس القريب موحدا في الدفاع عن الحريات و عن الوضعية المهنية و الاعتبارية للصحفيين و لكنه يصاب بالصدمة أمام سعي البعض للانحراف بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن دورها المهني و الوطني و تحويلها إلى أداة تمسح على أعتاب السفارات.