صدرت اليوم الأربعاء مجلة Jeune Afrique أفريقيا الفتاة بأفتتاحية لمديرها و مؤسسها البشير بن يحمد خصصها لزعيم حركة النهضة و رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي الذي وصفه ب”الماكر”.
و أشار بن يحمد الذي كان أول وزير للأخبار في حكومة الأستقلال الأول سنة 1956 إلى يوم 13 نوفمبر الذي أنتخب فيه الغنوشي رئيسا لمجلس نواب الشعب هو يوم أسود و أن الرئيسان بن علي و بورقيبة سيتقلبان في قبريهما بعد أن أصبح الغنوشي رئيسا للمجلس و بعد أن أصبحت حركة النهضة المعادية لقيم الجمهورية في قلب مركز الحكم.
و أعتبر بن يحمد المعروف بعلاقاته الواسعة و القديمة مع دوائر القرار في أوروبا وخاصة فرنسا ا ن حركة النهضة أصبحت تحكم وحدها و لا تحتاج ألى مرافقين في إشارة إلى حلفائها القدامى الذين أستعملتهم منذ 2011 من أحزاب الوسط مثل التكتل الديمقراطي و المؤتمر و نداء تونس فهي اليوم في طريق مفتوح لتنفيذ مشروعها طيلة خمس سنوات بما سيسمح لها بتغيير كل شيئ نحو تنفيذ مشروع الأخونة.
و أكد البشير بن يحمد في أفتتاحيته التي حملت عنوان الغنوشي الأختيار السيئ على أن هذا الأخير و حركته مرتبطان بمصالح التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ومحور تركيا قطر أكثر من دفاعهما عن المصالح العليا لتونس ؛ ولأن البشير بن يحمد عادة يترجم مواقف فرنسا من عديد القضايا التي تهم أفريقيا وخاصة شمال أفريقيا فإن السؤال المطروح اليوم هل تعتبر هذه الأفتتاحية تعبير ضمني عن الموقف الفرنسي من الطبقة الجديدة الحاكمة من حركة النهضة إلى قيس سعيد القريب منها أم مجرد موقف لصحفي تونسي من مؤسسي دولة الأستقلال ساءه أن يرى الغنوشي المعروف بالعداء للنظام الجمهوري يرأس المجلس الذي أسسه الحبيب بورقيبة وكان أول رئيس له؟
هذا ما ستكشف عنه تداعيات الأحداث في الأيام القادمة ولكن الثابت أن الحماس الأوروبي والفرنسي خاصة سيتراجع لدعم تونس بعد دخول أطراف تتباهى بتبني مقولات التطرف إلى مجلس نواب الشعب.