-
تأجيل مؤتمر النهضة و فرض تعديل النظام الداخلي
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
قدم عبد الحميد الجلاصي أستقالته من حركة النهضة و يمكن أعتبار أستقالة الجلاصي مؤشرا على بداية تفكك الحركة التي كانت توصف بالتنظيم الحديدي و هي أهم أستقالة بعد أستقالة حمادي الجبالي الأمين العام سابقا للحركة.
فالجلاصي من جيل المؤسسين ويعرف بأنه رجل الجهاز و أستقالته هي بداية مرحلة جديدة بعد عشر سنوات تقريبا من عودتها إلى العلنية و صعودها للحكم و تؤكد هذه الأستقالة بأن راشد الغنوشي لم يعد قادرا على السيطرة على أجنحة الحركة المتصارعة رغم نفوذه المالي و الرمزي و علاقاته الخارجية .
و لن تكون أستقالة الجلاصي الأخيرة فالأيام القادمة ستشهد أستقالات جديدة لأن الجلاصي لا يمثل نفسه فقط بل موقفا داخل الحركة من هيمنة عائلة الغنوشي و المقربين منه على مسارات و أختيارات الحركة فسعي الغنوشي لتأجيل المؤتمر- و قد نجح في ذلك عمليا إذ يصعب تنظيم المؤتمر في موعده (ماي القادم) – ستكون لها نتائجها إذ تتتعالى أصوات الرافضين لهذا المسار مثل محمد بن سالم و هو من القيادات التاريخية أيضا الذي يرفض تأجيل المؤتمر الذي أصبح من تحصيل الحاصل و لن ينظم المؤتمر إلا عندما يهئ الغنوشي الأرضية القاعدية التي تمكنه من الترشح مرة أخرى وتعديل النظام الداخلي بأسم الحفاظ علىى وحدة الحركة و تماسكها بأعتباره رجل التوافقات.
و سيعمل الغنوشي على أبعاد كل الرافضين لهذا المسار و قد أختار الجلاصي الخروج قبل أن يجبر على المغادرة فمن الواضح أن الغنوشي أختار أبعاد كل من يعارض ترشحه من جديد لرئاسة الحركة رغم أستنفاد الدورتين.
فبقاء الغنوشي في رئاسة الحركة سيكون سببا في تفككها و أنقسامها إلى ثلاثة أحزاب على الأقل و هكذا تكون السلطة قد أستنزفت الحركة التي كانت إلى وقت قريب توصف بأنها تنظيم حديدي.
و في الأثناء يتوقع اعلان سمير ديل ، نجيب الغربي و فتحي العيادي عن استقالاتهم.