- بن يوسف في رسالته : “إن من يقدم على إزالة بورقيبة من الوجود لا يكون إلا مؤمنا صادقا…”
ذكر المحامي نوفل بودن أن البعض لا يتوقف عن الحديث عن صالح بن يوسف و تقديمه في صورة الضحية التي وقع اغتيالها ظلما و عدوانا فضلا عن إثارة اللغط حول اليوسفيين الذين تمت محاكمتهم لِما ارتكبوا من جرائم و قد أدرجت المسألة اليوسفية ضمن الخصومات السياسية الآنية البعض يريد أن يصفي حسابه مع الحقبة البورقيبية بإثارتها و البعض الآخر يفتش له عن نسب يربطه بهذه الأرض و سكانها من خلالها لذا لم يكن أمامنا سوى العودة إلى الوثائق :
- الثابت تاريخيا أن صالح بن يوسف هو الذي حث أنصاره على اغتيال الزعيم بورقيبة ليصبح بذلك أول سياسي تونسي يشرّع لاغتيال مخالفيه فقد ضبطت رسالة تحمل إمضاءه مؤرّخة في 5 فيفري 1958 لدى أحد أنصاره جاء في خاتمتها : “إن من يقدم على إزالة بورقيبة من الوجود لا يكون إلا مؤمنا صادقا تنطبق عليه الآية التي صدرت بها رسالتي هاته و إذا عاش كتبت له البطولة و إذا مات يكون من المجاهدين الذين و عدهم الله عز و جل بالجنة إن وعد الله حق و العاقبة للمتقين وفقكم الله من المخلص صالح بن يوسف” و من الغفلة أن لا يتعامل المرء مع تهديد كهذا بكل جدية.
- أما اليوسفيون فقد مارسوا العنف و الإرهاب ضد أنصار الديوان السياسي رغم أنهم ناضلوا للحصول على الاستقلال جنبا إلى جنب و ارتبطت وشائج القربى بينهم فقد أحصى المؤرخ علي عميرة الصغير في كتابه (اليوسفيون و تحرر المغرب العربي) عدد عمليات القتل فيما بين شهري ديسمبر 1955 و جوان 1956 أي خلال سبعة أشهر فقط ليجد أنها بلغت 26 عملية من بينها 10 تمت بذبح الضحية كما يصنع دواعش اليوم و من بين أشهر من اغتالهم اليوسفيون الشهيد الحسين بوزيان، فأي شرف يدعيه من يتمحل نسبا له مع صالح بن يوسف المتآمر الذي لا يتورع منتسبوه عن ذبح إخوانهم في العمل السياسي من يبدأ بممارسة العنف و القتل و الذبح سيكتوي بناره خصوصا إذا كان موجّها ضد الدولة و لنا في تجربة اليوسفيين…
هاجر و أسماء