تونس – اونيفار نيوز تزامن إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد مع الاحتفال بالذكرى 65 لإعلان الجمهورية في 25 جويلية 1957 يثير الاهتمام في عدة مستويات .
هناك ما يتعلق بالفوارق القائمة بين دستور الجمهورية الأولى الذي وقع الإعلان عنه يوم غرة جوان 1959 و الدستور الجديد و هي اختلافات هامة و جلية خاصة في ما يتعلق بفلسفة هيكلة الدولة و مؤسساتها حول سلط ثلاث تتفاعل في ما بينها حسب دستور الجمهورية الأولى في حين تحولت ” السلط ” في الدستور الجديد إلى ” وظائف ” .
تهميش الجمهورية الأولى تجلى اليوم أيضا في غياب ادنى مظاهر التذكير و الاحتفال مقابل التركيز بشكل كبير على الاستفتاء .
و حين نضيف إلى ذلك أن رئيس الجمهورية لم يشر في التصريح الذي أدلى به عقب مشاركته في التصويت على الدستور الجديد إلى الجمهورية الأولى تصبح الرغبة في تهميشها أمرا قائم الذات خاصة و ان تصريحه تضمن إشارات سلبية حول مصير الرؤساء السابقين الذين غادروا قصر قرطاج هاربين أو موتى حسب عبارة قيس سعيد و حين نضيف إلى ذلك أن قيس سعيد حريص على التأكيد على أن كتابة التاريخ في ابعاده الحقيقية انطلقت حاليا و على تهميش كل ما سبقه و هو ما برز في توطئة الدستور الجديد نفهم أبعاد تهميش الجمهورية الأولى التي لها موقعها و مكانتها في وجدان الشعب التونسي.