أونيفار نيوز – القسم السياسي
كما كان متوقٌعا أعلن الرئيس قيس سعيد من ضريح الزعيم الحبيب بورقيبة أن التصويت سيكون على الأفراد وأن الحوار الوطني أنطلق !
وقد أكد ذلك أمس أمام الوفد الأمريكي البرلماني الأوروبي الذي استقبله في قصر قرطاج..
وبهذا التصريح يكون قيس سعيد قد حسم مخرجات الحوار قبل أن يبدأ وهذا يعني عمليا أن الحوار سيكون شكليا لمنح مصداقية لمخرجات الاستشارة الالكترونية التي كانت المشاركة فيها ضعيفة جدا قياسا بالمسجلين في السجل الانتخابي.
اعلان سعيد عن أختيار التصويت على الأفراد كعنصر من عناصر مشروعه السياسي المعروف بالبناء القاعدي يواجه برفض جماعي من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي سبق لأمينه العام نور الدين الطبوبي أن أعلن رفضه صيغة الحوار التي دعا لها سعيد اقصاء الأحزاب والمنظمات والجمعيات الفاعلة.
كما رفضته عبير موسي وحركة الشعب وباقي مكونات المعارضة من حركة النهضة وحلفائها كقلب تونس والتيار والتكتل والجمهوري وباقي الأحزاب اليسارية مثل الوطد الموحد والاشتراكي والعمال .
فمن بقي أذن مع قيس سعيد ؟
في الحقيقة لم يبق أحد مع الرئيس من الأحزاب التي لها ثقل شعبي مثل الدستوري ولا من الأحزاب التي لها حضور سياسي في مرحلة بن علي وفي عشرية الانتقال الديمقراطي وهو ما يعني أن هذه القوى السياسية والنقابية لن تشارك في أي حوار يدعو له الرئيس وفق الصيغة المعلنة وقد يصل الأمر إلى مقاطعة الاستفتاء والانتخابات وهو ما سيفقد العملية السياسية مصداقيتها وبالتالي ستكون نسبة المشاركة ضعيفة جدا وستكون لذلك انعكاسات كبيرة على المشهد السياسي الجديد الذي يطمح قيس سعيد إلى تشكيله .
فهل يتراجع سعيد أم يواصل فرض سياسة الأمر الواقع حتى وأن أدُت إلى حالة من التصحٌر السياسي بعد عشر سنوات من الحراك السياسي والانتقال الديمقراطي ؟