أسالت الزيارة المفاجأة التي أداها أمس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى تونس الكثير من التعاليق و تحولت إلى مصدر تندر و استهزاء. و قد صدرت العديد من التعاليق و التحاليل مباشرة بعد هذه الزيارة الخطيرة. و يرى عدد من المحللين انه انسداد جميع مسارات البحر المتوسط بسبب تربص كل من «مصر» و «اليونان» و «قبرص» و «ليبيا» بالسفن التركية، أراد أن يلتف على ذلك و يرسل دعمه لـ «طرابلس الغرب» عن طريق «تونس» التي يريد تحويلها لنقطة إرتكاز وتموضع ، وممر غربي بديل يصل منه لغرب ليبيا وعاصمتها «طرابلس» الأقرب حدوديا من الناحية الغربية و قد يكون حصل على موافقة السلطات التونسية على فتح الموانئ و المطارات التونسية لعناصره العسكرية وتنظيماته الميليشياوية الداعشية كي تهبط على أرضها ثم يتم تسهيل مرورها شرقا إلى الجارة ليبيا…
وبالتوازي مع ذلك تأتي الأخبار من دولة «النيجر» الجارة الجنوبية لدولة ليبيا بالقاء سلطاتها القبض على خلية إرهابية مكونة من شخصيات تركية دخلت البلاد منذ يومين قادمة من مطار «أسطنبول» بغرض التواصل مع عناصر «داعش» المنتشرين في منطقة الصحراء الكبرى المتاخمة للحدود الليبية الجنوبية للدفع بهم إلى الداخل الليبي لدعم الحكومة العميلة في معركتها الأخيرة …
و تذهب هذه التحاليل إلى أن الرئيس التركي وصل إلى تونس في الوقت الضائع فساكن قصر «قرطاج» لا يملك الكثير لكي يقدمه سوى بعض الأحضان الدافئة أما «السراج» و قد انتهى فعليا وأصبح من الماضي ، كما أن الخلافات تنشب حاليا بين قادة الميليشيات الإخوانية الإرهابية المتحكمة في «طرابلس» بعد قيام المدعو «ناصر عمار» ، آمر قوة الإسناد بعملية «يركان الغضب» التابعة لحكومة «الفرقاطة»، بتهديد رئيس الحكومة الهارب فائز السراج مهدداً إياه بفضح فساد حكومته ما لم يسارع في دعم المحاور القتالية في طرابلس بما يشير إلى أن الوضع المأزوم والنقص العسكري الخانق الذي تعيشه ميليشيات «السراج» على الأرض، خصوصا بعد سيطرة الجيش الليبي على حي الزهور في منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس ، وتحرير مباني كلية الشرطة ومباني الجوازات ، و السيطرة على محور صلاح الدين في قلب طرابلس ووقوف الجيش الليبي على بعد 9 كيلومترات فقط من قلب العاصمة ….