لا حديث منذ يومين أو ثلاثة إلا عن رجل الأعمال مراد الخشين و زوجته و القبض عليهما و تصوير العملية و ترويجها على صفحات الفايس بوك في الوقت الذي تم فيه غض الطرف عن تسهيل دخول عشرات القادمين من تركيا دون تدقيق في هوياتهم و دون إلزامهم بالحجر الصحي ففجأة تحول الخشين و زوجته إلى موضوع أساسي و وحيد تقريبا للشبكة الأجتماعية و الصحف الألكترونية و الإذاعات مقابل نسيان قضية القادمين من تركيا و حول شبهة أرهابية لبعضهم و هذا طبعا ليس صدفة فواضح أن كتائب حركة النهضة على الفايس بوك والمتعاطفين معها و حلفائها تقف وراء توجيه الرأي العام و قد سقط الكثيرون في فخ توظيف الفايس بوك لتحويل محاور الأتهام و هي تقنية برعت فيها حركة النهضة منذ 2011.
و ما يؤكد أن العملية غير بريئة بالمرة هي صرف النظر أيضا على قضية السيارة التي حطمتها بنت الوزير والتي تكلفت على الدولة بعشرات الملايين في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من شح الموارد و حاجتها لكل مليم إضافي لتعبئة الموارد في مواجهة الفيروس؛ ففجأة أيضا صمت الجميع على قضية السيارة و ضرورة محاسبة الوزير الذي ترك سيارة على ملك الدولة تحت تصرف أبنته و مرة أخرى يتأكد أن هناك أياد خفية تتحكم في توجيه الفايس بوك ونحن لا نقول هذا دفاعا عن الفارين من الحجر الصحي بل عن ضرورة أن يكون الجميع سواسية فلماذا يدان لخشين و نصمت على عشرات القادمين من تركيا وغير تركيا ولماذا نصمت عن فضيحة السيارة الإدارية؟
في السياسة لا شيئ متروك للصدفة و حركة النهضة تجيد إدارة المعركة و توجيهها عبر الشبكة الزرقاء و كثيرا ما يسقط حتى معارضيها في فخاخها!