تعيش منطقة برج الصالحي من معتمدية الهوارية ولاية نابل حالة من الاحتقان والتوتر وسلسلة من التحركات الاحتجاجية التي نفذها الأهالي بعد أن دخلت المنطقة في حالة ظلام دامس وانقطاع للكهرباء منذ يوم 14 سبتمبر على إثر سقوط صاعقة رعدية خلفت عطبا في الخزان الكهربائي الرئيسي للمنطقة. ورغم محاولات الأهالي ولجوئهم الى السلط الجهوية والمحلية لفض الإشكال إلا أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز أصرت على عدم إصلاح العطب وإرجاع الكهرباء قبل خلاص الفواتير المتخلدة بذمتهم وهي ليست المرة الأولى التي يقع فيها قطع الكهرباء على المنطقة.
ولئن بدت قضية أهالي برج الصالحي في ظاهرها قضية تهرب مواطن من خلاص استهلاك الكهرباء لسنوات، مثلما روجت لها الحكومات المتعاقبة والستاغ، إلا أن تاريخها يروي مظلمة دولة في حق مواطنيها تعود جذورها إلى ما قبل الثورة وبالتحديد إلى سنة 2000 حيث استغلت الشركة الوضعية الاجتماعية والاقتصادية وحالات الإعاقة السمعية لعدد كبير من الأهالي باعتبار كثرة عدد الصم في المنطقة وحالة الفقر والهشاشة وتعطّش الأهالي إلى تحسين ظروفهم المعيشية ليتم إبرام عقود كراء لمدة 30 سنة تبين أنها عقود إذعان لأصحاب الأراضي اضطروا حينها للتفويت في أراضيهم بمبالغ زهيدة لتركيز مشروع محطات توليد الطاقة الكهربائية مقابل وعود بالتنمية والتشغيل وتحسين وضعية البرج.