تونس – اونيفار نيوز تراوح أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل مكانها بعد أن تأكد وجود انقسام حاد صلب مكتبھ التنفيذي يصعب تجاوزھ بوسائل ” التهدئة ” التي تستعمل في مثل ھذھ الحالات و ھي ” الحوار ” و ” الوساطة “.
ذلك أن سبل الحوار قد انقطعت بين ” مجموعة الخمسة ” التي يقودھا أنور بن قدور و ” مجموعة العشرة ” التي يترأسھا نظريا نورالدين الطبوبي و لكن ينشطھا فعليا سامي الطاھري و سمير الشفي .
و الوساطة فشلت بعد أن عجز الأمين العام السابق حسين العباسي في تقريب وجھات نظر ” المجموعتين ” حول تاريخ انعقاد المؤتمر الاستثنائي للمنظمة الشغيلة .
فشل حسين العباسي، الذي طالتھ أيضا سھام النقد ، يكشف درجة التوتر و أيضا الفقدان الفعلي لمرجعية جامعة يمكن الاحتكام إليھا في حالات أزمة لا يمكن حلھا بمجرد العودة للقانون الأساسي أو من خلال رفع شعارات يدرك الجميع أنھا عاجزة عن إخفاء الرھانات الشخصية التي تختفي وراء الأزمة.
و ليس ھذا ھو جانب ” الفرادة ” الوحيد ” في الأزمة الحالية التي يعيشھا الاتحاد العام التونسي للشغل بل ھناك عنصران جديدان على الأقل. يتمثل العنصر الأول في أنھا تجري دون أن يكون للسلطة السياسية دور واضح و محدد فيھا عكس كل الأزمات التي عاشھا الاتحاد العام التونسي للشغل منذ الاستقلال إلى ما بعد 14 جانفي 2011.
ھذا العنصر يفقد قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل امكانية ” تصدير أزمتها” إلى خارج أسوار بطحاء محمد علي و يحيلنا إلى العنصر الثاني و ھو ان الأزمة التي يعيشھا الاتحاد العام التونسي للشغل لا تجد اھتماما من الرأي العام و لا تثير حتى ردود فعل داخل الساحة النقابية .
حالة اللامبالاة تعكس إلى حد كبير ” رائحة المرحلة ” التي لم تعد تمنح دورا للھياكل الوسيطة و خاصة أزمة البحث عن دور التي يعيشھا الاتحاد العام التونسي للشغل منذ 2008 . في ذلك التاريخ وقع اقرار مبدأ الاقتصار على عھدتين متتاليتين داخل المكتب التنفيذي. كان الھدف الرئيسي من ذلك توجيھ رسالة للسلطة السياسية بضرورة إقرار نفس المبدأ في رئاسة الجمهورية و ھو ما جعل من ذلك التنقيح رسالة فك ارتباط مع السلطة السياسية استمر طيلة فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي و خاصة تغليب الاتحاد العام التونسي للشغل للجانب السياسي في نشاطھ و ھو ما برز بشكل واضح في الاسبوع الذي سبق الاطاحة ببن علي و خاصة في السنوات التي اعقبتھ و التي جعلت من شعار ” الاتحاد أكبر قوة في البلاد ” الكلمة التي يرفعها النقابيون لفرض مواقفھم و التي غطت الوھن الذي أخذ يتسرب للجسم النقابي حتى تحول الاتحاد العام التونسي للشغل إلى ما يشبھ الأسد العجوز الذي لا يخيف.