على وقع لعنة الشقوق التي كانت وراء دق اخر مسمار في حزب النداء صدور حكم عن المحكمة الاداريّة برفض الطّعن المقدّم من شقّي النّداء ضدّ اسقاط قائمتيهما في انتخابات بلديّة باردو و هو ما خلق ازمة شرعية و بالتالي الحزب الأول في الانتخابات السابقة لم تعد له الصفة القانونية للمشاركة مجددا في الانتخابات تحت مظلة النداء و هي خسارة جديدة للحداثيين الذين راهنوا كثيرا على هذا الحزب في استرجاع الهوية التونسية و محاربة الظلامية.
اليوم التاريخ يعيد نفسه باستقالة 9 نوّاب من كتلة الجبهة الشعبيّة و انقسامها الى شق حمّة و آخر شقّ الرّحوي بسبب الخلاف حول مرشّح الجبهة للرئاسيّة بين حمّة و الرّحوي.
و النّتيجة ان الجبهة تفقد كتلتها في المجلس… و هذه خسارة للديمقراطيّة و مهزلة جديدة تنضاف لتعزز رصيد الأحزاب الرجعية و الدينية التي تراهن على البقاء وحيدة في الساحة دون منافس و تستثمر في تشرذم الأحزاب الحداثية خاصة بعد احتراقها على عتبة الحكم و هي غير قادرة على ذلك حيث ان بطاقة السوابق لا تصنع كفاءات تقود دولة و الشعب التونسي اليوم يدفع الفاتورة غالية من امنه الغذائي و الصحي…
ما أكدته بعض الأطراف المقربة من الجبهة انه مثلما تفكّك نداء تونس الى جزئيات بسبب رغبة رجل غير موهوب و لا يتمتّع بأي جدارة في افتكاك الحزب مُعتبرا نفسه الوريث الشرعي تفككت الجبهة. حيث طيلة الخمس سنوات التي مرت في ظل السياسة الرشيدة و الحكيمة لحمة ناطقها الرسمي و مسؤول الجبهة الأوّل.
الجبهة تتمزّق و تتراجع كلّ يوم، إلى أن وصلت إلى الانتخابات البلدية التي أعطت صورة على الوزن الحقيقي للجبهة و كانت النتيجة متناسبة تمامًا مع رغبة الناطق الرسمي و حزبه في جعل الجبهة مجرّد منصّة للانتخابات الرئاسية بحيث تمّ تفكيك الجبهة عمْدًا، من خلال الإهمال، و تخريبها من خلال افتعال مشاكل فرعية و تغذية صراعات و همية.
لكن هل انتهى الحلم بخلق جبهة يسارية وقودها روح الشهيد بلعيد ؟
مرة أخرى تؤكد بعض الأطراف التي لازالت حاملة لهذا الحلم ان الامل قائما مع كتلة برلمانية جديدة باسم “الجبهة الديمقراطية الشعبية”، مُتحرّرة من الجمود و من النّرجسيّة و المحاصصة ستكون قادرة على توحيد الجميع و فتح أُفُق جديد للبلاد بعيدا عن حمة الهمامي احد رموز سقوط الجبهة الطامع في كرسي الرئاسة دون اجماع و لا انتخابات و لا ندوة وطنية و لا تنظيم و لا هياكل و لا أفكار.
أسماء و هاجر