تونس – اونيفار نيوز : كتب مصطفى المشاط
كشفت الحرب التي تخوضها روسيا منذ أيام في أوكرانيا عن زيف الشعارات التي ترددها الأدارة الامريكية والدول الأوروبية والمنظمات الد ولية التي ترفع شعارات الدفاع عن حرية الاعلام. فالمواطن الأوروبي والامريكي اليوم محروم من متابعة أخبار هذه الحرب إلا حسب ما تسمح به الرؤية الأمريكية والاوروبية فشبكة روسيا اليوم أغلقت مكاتبها ومنع مراسلوها من العمل والمواقع الروسية مثل موقع شبكة روسيا اليوم او وكالة الانباء نوفستي او وكالة الانباء سبوتنيك كلها ممنوعة حتى على الفايس بوك وتويتر ولا يمكن الدخول اليها في محولات البحث.
ورغم هذا الحصار الاعلامي والنفسي الذي تقوده الحكومات الاوروبية والادارة الامريكية والتسويق ل”جرائم” بوتين لم نسمع أي صوت للذين أعتادوا أدانة الأنظمة العربية وتصنيفها كأنظمة معادية لحرية الرأي والتعبير وتضعها على القائمات السوداء مثل ما فعلوه مع صدام حسين والقذافي وبن علي ومبارك واليوم يفعلون نفس الشيئ مع السيسي في مصر. هذه الأصوات التي كنا نسمعها من منظمات مثل الكنفدرالية الدولية للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود وغيرها صمتت اليوم عن المجزرة التي يعيشها الأعلام في أوروبا زعيمة الحرية والديمقراطية والولايات المتحدة الامريكية راعية الحريات ومقاومة الاستبداد!
وفي الحقيقة ما يحدث ليس جديدا ولا مفاجئا فقد كان ومازال الكيل بمكيالين هو قاعدة الاستراتيجية الأمريكية والأوروبية ففي الوقت الذي هاجمت فيه الولايات المتحدة العراق وأفغانستان و الصومال وقصفت الأطفال بأبشع أنواع الأسلحة دفاعا عن مصالحها الاستراتيجية وفي الوقت الذي تم فيه تدمير ليبيا بطائرات الناتو يشنون اليوم حربا على روسيا لانها تدافع على حدودها وليس على مصالحها الاستراتيجية فقط.
أنه درس للمتمسكين بتجارة “حرية الاعلام” و”التعددية” و”الاستقلالية” فقد أصطفت كل وسائل الأعلام الأمريكية والأوروبية وراء الاستراتيجية الرسمية ولم يصرخ أحد من أجل منع مصادرة حق المواطن في المعلومة.
مصطفى المشاط
مصطفى المشاط