أونيفار نيوز – القسم السياسي
لم تستطع عديد الوزارات والمؤسسات العمومية الى حد اليوم الاثنين 31 جانفي صرف أجور منظوريها من بينها وزارة التربية التي تشغّل أكبر عدد من الموظفين وكذلك وزارة التعليم العالي وهو ما يؤشر على عمق الأزمة التي تعيشها البلاد إذ أن التأخير في صرف الأجور أصبح عادة شهرية وكل شهر يزداد التأخير وربما ستعجز الحكومة مستقبلا عن صرف الأجور.
هذا التأخير يتزامن أيضا مع فقدان المواد الأساسية الأكثر ;استهلاكا من الفقراء مثل السميد والفرينة والزيت المدعّم وفقدان الأدوية خاصة للأمراض المزمنة بما يرشّح البلاد إلى مرحلة صعبة سمتها الغضب الشعبي الذي قد يعصف بالبلاد وقد تستغله بعض الأطراف لتوظيفه والاندساس فيه و تنفيذ أجندا سياسية لا تخفى على أحد.
هذا الوضع المنذر بالانفجار ليس المسؤول عنه فقط قيس سعيد ولا حكومته بل أساسا عشر سنوات من حكمها من العبث ونهب المال العام الذي مارسته حركة النهضة وحلفائها والغريب أن الحركة التي تسببت في كل هذا الخراب الذي نراه كل يوم تحمّل سعيد المسؤولية وتجلس على الربوة “بريئة” من كل هذا الخراب الذي تعيشه البلاد.
فلم تكن حركة النهضة تملك أي حلول لمشاكل البلاد التي كانت سببا فيها بعد عشر سنوات من حكمها لكن “خروجها” من الحكم دون محاسبة أي من وزرائها ودون اجراءات عملية مكملة لقرارات 25 جويلية تعزل النهضة سياسيا وتقطع مع الاسلام السياسي وعدم سعي سعيد إلى بناء جبهة وطنية لانقاذ البلاد دفع النهضة من جديد الى الواجهة وتقدّم نفسها اليوم كمنقذ…!!!
لقد منح سعيد النهضة عن قصد… أو بغير قصد فرصة ذهبية -على الأقل إلى حد الآن- أولا للتخلّص من تركة عشر سنوات من الحكم وثانيا لأعادة التموقع في المشهد السياسي.
أونيفار نيوز