الصلاة خير من النوم في آذان المغرب على الوطنية الأولى
هل فعلا رئيس مؤسسة التلفزة قادر على تسييرها ؟
بثت القناة الوطنية اللأولى للتلفزة التونسية في مغرب الثلاثاء 14 ماي الحالي آذان صلاة الصبح عوضا عن صلاة المغرب و فيه “الصلاة خير من النوم” ما جعل عددا كبيرا من التونسيين يتندّر من هذه الواقعة على صفحات الفايسبوك و ينعتون القناة بنعوت مختلفة و يلومون هذا التسيب الواضح الذي أصبح أمام أعين المشاهد.
و الأكثر غرابة ان الآذان المتلفز مصحوب بكتابة على الشاشة تشير إلى آذان الصبح.
و تأتي هذه الهفوة أياما قليلة بعد بث القناة الوطنية الثانية لبرنامج ديني يمدح الرئيس السابق بن علي و حرمه و قد استنتج التحقيق الإداري الذي قامت به التلفزة على المستوى الداخلي أن بث ذلك البرنامج كان هفوة غير مقصودة من موظف مكلف بتنسيق البث النهائي في القناة و قد تكون نتيجة إرهاق الصيام.
و لكن و بعد تكرار أخطاء البث على القناتين أصبح كثيرون يتساءلون عن قدرة رئيس المؤسسة الحالي محمد لسعد الداهش على التحكم في مجريات الأمور في مؤسسة التلفزة التي تشغّل أكثر من ألف و مائتي عون في مختلف التخصصات.
و مرة أخرى يبرز فشل منظومة التسيير الإداري في المؤسسة و التي لم ينجح الرئيس الحالي في تطويرها و تحسينها رغم البرنامج النظري الذي قدمه أمام الهايكا و ما تضمنه من وعود و طموحات ظهر بالكاشف أن صاحبها لا يملك القدرة على تطبيقها لأنها لم تكن تحاكي المشاكل الحقيقية للتلفزة التونسية.
و قد ارتكب الرئيس الحالي للمؤسسة هفوة اخرى بعد إقالته لمدير القناة الوطنية الاولى فارس لزهر منذ أيام حيث ترك هذا المنصب شاغرا و هو يؤكد حسب البعض انه يريد السيطرة كليا على مفاصل المؤسسة و ان ينفذ توجيهاته و يطبق برامجه التي لم تنفع المؤسسة حتى اليوم بعد عشرة أشهر من تعيينه على رأسها.
و لئن استنتجت لجنة التحقيق التي نظرت في حادثة بث البرنامج الديني المادح لبن علي أنّ ما جرى هفوة بشرية غير مقصودة من موظف البث و حاولت تفادي كل ما له علاقة بفشل منظومة التسيير الاداري التي ينتهجها رئيس المؤسسة ،فانها لن تجد مبررا للهفوة التي حصلت في بث آذان صلاة الصبح بدل آذان صلاة المغرب على مرأى و مسمع من المشاهدين الذي استغربوا و استهزؤوا في ذات الوقت حيال هذه “النادرة” التي أتتها التلفزة.
و قد اجتهدت اللجنة في البحث عن موظف لعقابه و تحاشت الغوص في منظومة التسيير وما يشوبها من ثغرات على جميع المستويات حتى لا تورّط رئيس المؤسسة و لو ضمنيا.
و يعتقد عدد من المتابعين للشأن التلفزي انه على رئيس المؤسسة أن يعترف بفشله في تسييرها او عدم قدرته على ذلك و ان يتحمل المسؤولية الأخلاقية و المعنوية على الأقلّ عمّا حصل منذ انطلاق شهر الصيام حتى لا يؤذّن لصلاة العيد ليلة النصف من رمضان يقول أحدهم ساخرا.