بعد ما حدث أمس بين المنستير و الحمامات يمكن الجزم أن نداء تونس أنتهى و الى الأبد بعد أن خسر أنصاره الذين ظلوا يراهنون على أمل صغير أقرب لليأس أي أمل في إصلاح الحزب الذي أصبح عمليا حزبين يحملان نفس الاسم دون اعتبار الأحزاب التي أنشقت عنه سابقا من مشروع تونس الى المستقبل الى بني وطني الى تونس أولا الى تحيا تونس !
أنسحب منذ 2015 أهم الذين ألتحقوا به في جوان 2012 الذين كانوا وراء أنتشاره في كل الجهات و ترويجه كقارب نجاة للتونسيين في الوقت الذي كان معظم التجمعيين أما خائفا أو خجولا من أنتمائه القديم أو صامتا و قد أحتل الواجهة أنذاك عدد من النقابيين و اليساريين و عدد من رجال الأعمال فأنتشر الحزب في وقت قياسي ليفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان و رئاسة الجمهورية ليبدأ الأنهيار.
انهيار كبير و أمل صغير
كانت كل المؤشرات تدل على أن الحزب لا يمكن آن يستعيد دوره طالما حافظ قائد السبسي مصر على أستعماله ك” باتيندة” ليحتل بها موقعا في المشهد السياسي و لكن أختيار لجنة المؤتمر برئاسة رضا شرف الدين و عضوية وجوه مشهود لها بالنزاهة و الوطنية منحت من تبقى من نداء تونس قليلا من الآمل و حتى الذين لهم مآخذات على حافظ قائد السبسي أعتبروا أن المؤتمر سيكون مناسبة لإزاحته ديمقراطيا و لكن كل ما حملوه من آمال تبخر في اليوم الثاني من المؤتمر !
فمن جملة ستة أعضاء من مكتب المؤتمر أنسحب أربعة عندما لم ينجح حافظ في ترشيح عيسى الحيدوسي لرئاسة المؤتمر و بعد أنتهاء التصويت على اللجنة المركزية أنتقل المؤتمر من المنستير الى العاصمة و هي سابقة لم يعرفها تاريخ الأحزاب في العالم و عندما لم ينجح في تمرير في قائمة الموالين له و أكتشف أنٌه لا يستطيع آن يحصل على ما يريد دفع المنسحبين من مكتب المؤتمر لعقد ندوة صحفية في غياب رئيسة المؤتمر و الغاء نتائج المؤتمر و العودة الى المنستير !
أما أعضاء اللجنة المركزية فتوجهوا الى الحمامات لتوزيع المهام في الوقت الذي أعاد فيه حافظ قايد السبسي الأنتخابات في المنستير دون نصاب قانوني و شعاره أنا الحزب !
بالفصل الأخير يوم أمس يصح على حزب نداء تونس ” إكرام الميت دفنه فلا أعتقد أنٌه مازال من يأمل في تعافي الحزب يضاف الى ذلك جدل الشرعية الذي لن يحسمه إلا القضاء و بذلك تنتهي تجربة كان ممكنا آن ترث الحركة الوطنية و لكن إرادة حافظ قائد السبسي و مجموعة صغيرة من المقربين منه و سلبية والده أنهت هذه التجربة بعد سبع سنوات فقط.
و الآكيد ان هناك أحزابا أخرى أو حزبا أخر سيكون قادرًا على تجميع الحركة الوسطية بعد خروج النداء من السباق و من المشهد و دخوله قبر التاريخ البارد.