وجه السجين نبيل القروي المترشح للدور الثاني من الأنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها رسالة لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة أعلن فيها أنه يرفض التحالف مع الحركة التي حملها مسؤولية وجوده في السجن و ما تعيشه البلاد من أزمات كما حملها مسؤولية الإرهاب و تسفير الشباب التونسي و هذا نص الرسالة:
“تونس، في 01 أكتوبر 2019
رسالة نبيل القروي إلى راشد الغنوشي
لقد أوهمكم وجودي في زنزانتي بأنّي في موقف ضعف ففاجأتمونا بتصريحات لمهاجمتنا شخصيّا و من خلالي مهاجمة أكثر من نصف مليون تونسي، و مهاجمة حزب قلب تونس بتسلّط و تجنّ و إعلان مساندتكم للسيّد قيس سعيّد و أنّه لا يمكنكم التّحالف مع حزب قلب تونس بسبب وجود شبهة فساد. موقفكم هذا يندرج في سياستكم المبنيّة على المغالطة و التّضليل.
كل ما في الأمر هو أنّني أرفض التحالف معكم ومع حزبكم وأكبر دليل على هذا أنّني لا أزال سجينا و لأسباب معلومة. أرفض التحالف معكم و مع حزبكم حركة النهضة لما تعلّقت بكم من شبهات قويّة معزّزة بملفّات جديّة يعلمها العام و الخاص بسبب جرائم خطيرة في حق الوطن و الشّعب التّونسي جراء الاغتيالات و ذهب ضحيّتها الشهيد شكري بلعيد و الشهيد محمد البراهمي و الشهيد لطفي نقض و خيرة شباب تونس من أمنيّين و جنود و مدنيّين عزّل.
أرفض التّحالف معكم و مع حزبكم بعد أن تواطأتم في التغرير بشباب تونس و تسفيرهم إلى محرقة سوريا و جعلتم منهم حطبا لحرب إرهابيّة ضدّ شعب أعزل و بلد شقيق. و أصبحت تونس جرّاء ذلك تصنّف ضمن البلدان المصدّرة للإرهاب.
أرفض التحالف معكم و مع شركائكم في الحكومة لأنّكم استغلّيتم الديمقراطيّة و مؤسّسات الدّولة و حاولتم تمرير قانونا إقصائيّا مخالفا للدستور بهدف السّطو على إرادة الشّعب التّونسي و الانفراد بالحكم للبقاء فيه و منع التّداول السلمي على السلطة، لكن وضع الرئيس الأستاذ محمد الباجي قايد السبسي رحمه الله، حدّا لمشروعكم و رفض ختم قانونكم الإقصائي، قانون العار.
أرفض التحالف معكم لأنّكم لجأتم مع حلفائكم في الحكومة إلى الجناح القضائي لتنظيمكم السرّي لإيقافي ثمّ إبقائي في السجن و إقصائي و تغييبي من الساحة السياسيّة. لكن هذه المرّة اصطدمتم بإرادة شعب تونس العظيم و الواعي و الذي رفض ظلمكم و افسد برنامجكم و انتخبني لأكون في الدّور الثاني للرئاسيّة.
كما أفشلت الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات و المحكمة الإداريّة مشروعكم و تصدّت كلّ القوى الحيّة لضغوطاتكم و لسعيكم لإسقاط كلمة الشعب و النيل من إرادته الحرّة و تنفيذ هدفكم الرّئيسي الرّامي إلى الانقلاب على المسار الانتخابي و الاستيلاء على السّلطة عبر مخطّطات ترمي إلى الإلقاء بتونس في المجهول.
أرفض التحالف معكم لأنّكم حكمتم عليّ و على حزبي و اتّهمتمونا بالفساد، مستعينين في ذلك بالجناح القضائي لجهازكم السريّ الذّي يمكّنكم من الحكم على أيّ شخص في تونس و يمنع الوصول إلى الحقيقة مثلما هو الحال في ملفّ اغتيال الشهداء شكري بلعيد ومحمّد البراهمي، رحمهم الله، لحجبها عن عائلاتهم و عن الشعب التونسي لسنوات طويلة.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم لأنّ إنّ حصيلة حكمكم مدّة ثمان سنوات، و خاصّة الثلاثة الأخيرة منها، و تسبّبتم أنتم و حلفائكم في الحكومة، في أفضع ثلاث سنوات في تاريخ تونس أضرّت بالشعب و أتت على الأخضر و اليابس.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم لأنّكم تتملّصون من المسؤوليّة و تنكرون أنّكم تتحكّمون و تحكمون في الدولة و دواليبها منذ ثمان سنوات في محاولة بائسة و يائسة لتحميل المسؤولية لكلّ طرف منحكم ثقته لبناء شراكة سياسيّة تؤمّن الانتقال الديمقراطي في تونس و تخرج بالبلاد من الصّراعات و تعطي للتّونسيين و التّونسيات استقرارا و أملا في المستقبل.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم لأنّكم مسؤولون عن تفقير و تجويع الشعب التّونسي فيما تمتّعتم أنتم بالتعويضات و بالمناصب و تمعّشتم من الدولة و إمكانياتها.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم لأنّكم لا تروا حرجا و لا حياء في الحديث عن الثّورة و عن مقاومة الفساد رغم كلّ ما تعلّق بكم و بحزبكم من تهم و شبهات بشهادة أقرب مستشاريكم و أغلب الشرفاء من قيادات حزبك و قواعده.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم لأنّ الشّعب التّونسي يحتاج إلى “المقرونة” و الصحّة و التعليم و التغذية و الحريّة و التشغيل. تريدون أن يعيد الشعب انتخابكم رغم أنكم خلقتم أكبر ماكينة تفقير و حقرة و تهميش في تاريخ البلاد، و لأنّكم نجحتم في إضعاف و تفكيك الدولة و هي خبرة يشهد لكم بها كل العالم.
أرفض التحالف معكم و مع حزبكم ،لأنّ مشروعكم يتعارض مع مشروعنا و مع مصلحة الشعب التونسي، فمشروعنا هو ميثاق وطني ضدّ الفقر و دستور اقتصادي و تحسين و تحصين للقدرة الشرائيّة و تحرير للطاقات الشبابية و النهوض بالاقتصاد و مقاومة البطالة بينما مشروعكم هو الاصطفاف وراء جهات تموّلكم و تربطكم بها إيديولوجيات تقدّمون خدمتها و مصالحها على خدمة و مصالح الشعب التونسي العزيز.
إنّ كلّ من يرى حصيلة حكمكم مع حلفائكم في الحكومة، و خيانتكم للشعب الذي أكرمكم و بجّلكم يدرك أنّه لا يمكن التحالف معكم و نحن متمسّكون بتطبيق مشروعنا لإنقاذ البلاد و إصلاح ما أفسدتموه و هدّمتموه.
نعم نرفض التحالف معكم و نضرب معكم موعدا يومي 6 و 13 أكتوبر عندما سيقول الشعب كلمته و يسلّمكم فاتورة حكمكم لثمان سنوات
عاش شعب تونس العظيم
عاشت تونس حرّة مستقلّة”