-
جولة رّعب خريفيّ تنتظر تونس و كامل بلدان المنطقة
نقوم فيما يلي بنشر تدوينة نقلها عن منصور العيوني الأستاذ الجامعي و النائب السابق بالمجلس التأسيسي شكري يعيش و ذلك نظرا لما تتميز به من دقة التحاليل التي نراها موضوعية.
رغم المردود الهزيل للمترشحين، نبيل القروي يبدو منهكا أصابه الإرتباك و عجز على التعبير و أخطأ في مسألة تنصيب محكمة “خاصة” و قيس سعيد يدور في حلقات مفرغة فارغة المحتوى يتم تغليفها بصوته الرخامي المرتفع لاغير و أغلب اقتراحاته غير واقعية بالمرة…هناك من اجتهد وأخرج بعض النقاط الإيجابية و السلبية في خطاب الطرفين:
- نقطة المشروع الهلاميّ لسعيّد لتغيير النّظام السّياسيّ، و الذي يتشبّث به الرّجل بطريقة عقائديّة، و يستعمله للإجابة على كلّ الأسئلة بدون استثناء.
- نقطة سعيّد للتّغيير من أسفل و اقتراح المشاريع من طرف الشّعب و ما تطرحه من مخاطر على مركزيّة الدّولة ومن استحداث للفوضى و عدم قابليّة للتّطبيق
- نقطة السّياسة الخارجيّة التي اقترح فيها القرويّ أفكار عمليّة و مجدّدة (سفير لدى كبرى شركات التكنولوجيا، الرئيس هو الممثّل التّجاري الأوّل لتونس) في حين قاربها خصمه مقاربة مفتوحة بدون أيّ فكرة قابلة للتّحقيق.
- نقطة الاغتيالات باقتراح لجنة قضائيّة مختصّة مهمّتها كشف الحقيقة و من ثمّ إحالة الملفّ للقضاء للبتّ فيها، في حين احتمى قيس سعيّد بميدإ استقلال القضاء (اربط في ذيله خيط).
- نقطة الملف الليبي حيث شدّد على دور حيويّ لتونس مع الجزائر، و بالتنسيق مع مصر، من أجل و ساطة فاعلة و اعتراف رسميّ بكافّة الأطراف في الأزمة، في حين تلحّق قيس سعيّد بمقولة الشّرعيّة الدّولية و اللّحاف الفضفاض لحقّ الشّعب اللّيبي في تحقيق مصيره (في الواقع هو يجهل تماما مفردات الوضع في ليبيا).
- نقطة الانفتاح الاقتصاديّ على إفريقيا حين استشهد القرويّ بسياسة المغرب و شدّد على عائق النّفاذ اللّوجستي (طائرات، بواخر)، في حين تجنّب قيس سعيّد الخوض في الموضوع و لم يطرح فيه أيّة رؤية تستحقّ الذّكر.
- نقطة الأمن القوميّ حين تحدّث عن رؤية الأمن الشّامل (أمن، ماء، غذاء، دواء) و تقدّم باقتراح إنشاء وكالة للأمن القوميّ (و هي واحدة من بنات أفكار صديقي المفكّر الاستراتيجيّ المرموق مازن الشّريف)، في حين تركنا قيس سعيّد ندور في فراغ إنشائيّ بدون أيّ رؤية أو اقتراح.
- نقطة تجريم التّطبيع و هي إنجاز عمليّ و ممكن ومهمّ، من شأنه وضع حدّ للقنوات النّاعمة التي يتسرّب منها العدوّ الصّهيوني إلى ثقافتنا وعقولنا واقتصادنا. في حين صعّد خصمه المسألة تصعيدا ثورجيّا إلى مجال آخر مختلف كليّا، من النّاحية القانونيّة والسّياسيّة، صعب التّحقّق عمليّا ومفتوح على اعتبارات الأمن القوميّ وهو مجال الخيانة العظمى (أعطينا تجريم التّطبيع، لتقنين حالة الرّفض الثّقافي والسّياسيّ والاقتصاديّ، وبعد يعمل ربّي مع الخيانة العظمي).
- نقطة “النمورة” المحيطين بقيس سعيّد، ليس لأنّه نمر مثلهم، بل لأنّه غير واع بذلك بتاتا، يسانده متشدّدون في البرلمان، وتحيط به حركة تريد أن تسترجع تجربة الترويكا بشخوص جديدة، و حركات تعمل من أجله في الميادين و هو يقول أن لا أحد وراءه، و شاب ساهم بميتين مليّم و لوخر عمل فوتوكوبي بسبعبن مليم.
بناء عليه، أعتبر نبيل القرويّ خيارا براغماتيّا ممكنا رغم ما يكتنفه من ثغرات، ولكنّ قيس سعيّد، و أحسب أنّي أصبحت أعرفه أفضل من كثيرين غيري، لا يصلح إطلاقا لمنصب رئيس الجمهوريّة، بل يطرح مخاطر جمّة، تتجاوزه في شخصه، و تتّصل بجولة الرّعب الخريفيّ القادم على تونس و كامل بلدان المنطقة.
——————————-
تحديث : أضيف نقطة عاشرة نبّهني إليها الصّديق حسام السويسي :
- نقطة حلّ معضلة الفسفاط بالّذهاب إلى قفصة، بوصفه رئيسا للجمهوريّ، و القيام بما يلزم للضغط على الحكومة من أجل تسوية المشاكل الاجتماعية و الصّحّية العالقة، في حين يذهب قيس سعيّد إلى منحى تحرير المبادرة المحلّية بحيث يقترح كل حيّ و كل عرش حلولا تتضارب مع المصلحة العامة و تدخل البلاد في حالة من الفوضى المزمنة.