تونس – اونيفار نيوز تؤدي رئيسة الحكومة الإيطالية سيلفيا ميلوني ، مرفوقة بوزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي ، يوم 17 أفريل الجاري زيارة إلى تونس تلتقي خلالها برئيس الجمهورية قيس سعيد. و تتنزل هذه الزيارة ضمن ما تشهده العلاقات بين تونس و ايطاليا من تطور منذ وصول سيلفيا ميلوني إلى رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي و هو التطور الذي بلغ درجة أصبحت تثير عدة ردود فعل سواء في تونس و خاصة في إيطاليا.
ذلك أن سيلفيا ميلوني تحركها أساسا الاعتبارات الأمنية و خاصة حرصها على أن تلعب تونس دورا متقدما في حماية ايطاليا من الهجرة السرية.
في هذا المستوى لم تتحقق رغبات ميلوني بل ان تصاعد حركة الهجرة السرية في الأيام الأخيرة و التوقعات بأن ترتفع وتيرتها كلما اقتربنا من فصل الصيف هي التي تقف وراء هذه الزيارة لأن إدارة ملف الهجرة السرية قد تحول إلى سبب ” وجع رأس” حقيقي لميلوني التي يعتبر ناخبوها من اليمين أنها لم تواجه الظاهرة بما تستدعيه من ” صرامة” في حين ان الأحزاب اليسارية ترى أن رئيسة الحكومة الإيطالية غير جادة في تقديم دعم مالي هام لتونس يساهم في خروجها من وضعها الحالي .
و يضاف إلى ذلك أن انتخابات البرلمان الأوروبي تزيد في شعور ميلوني بالحرج و هي التي انتقلت من رفع شعار الخروج من الفضاء الأوروبي الموحد خلال حملتها الانتخابية إلى التحول إلى شخصية ترغب في لعب دور متقدم في صياغة السياسات الأوروبية وهو ما لم توفق فيه كثيرا خاصة بعد ان وقع الكشف في الأيام الأخيرة عن تورط حليفتها رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فان درلاين في فضيحة وظائف وهمية صلب المؤسسة الأوروبية لفائدة أعضاء حزبها.
هناك جانب آخر في علاقة اهتمام ميلوني بتونس و يتمثل في اضطراب الوضع في ليبيا و خاصة في ان ميلوني تريد أن تعيد حضور ايطاليا في افريقيا و تخوض صراع نفوذ ضد فرنسا .
في المقابل يبقى السؤال الرئيسي حول قدرة تونس على الاستفادة من الحاجة الايطالية و الأوروبية لها و على قدرتها على التفاوض خاصة حين نستحضر ما استطاعت مصر الحصول عليه منذ أقل من اسبوعين من الاتحاد الأوروبي.