تتداول عديد الصفحات على الفايس بوك صور السيدة نادية عكاشة رئيس ديوان رئيس الجمهورية قيس سعيد على أنها السيدة القوية التي تتدخل في كل شيئ ولها نفوذ واسع في القصر حتى أنها تحضر في أجتماعات ذات طبيعة أمنية و عسكرية تتعلق بالامن القومي.
الحضور القوي لنادية عكاشة واضح أنها تستمده من الرئيس قيس سعيد الذي يثق فيها ثقة مطلقة ويبدو انها كانت من طلبته المتميزين لكنها تستمد قوتها أيضا من قرينة الرئيس التي تؤكد بعض المصادر ان رئيسة الديوان هي صديقة العائلة ومقربة للرئيس و قرينته القاضية و لهذا السبب يعتبر بعض المطلعين على خفايا قصر قرطاج أن نادية عكاشة تمثل واجهة سلطة حرم الرئيس.
الحديث عن نادية عكاشة يعيد إلى ذاكرة التونسيين أسماء نساء كان لهن تأثير كبير على القرار السياسي بدءا من وسيلة بورقيبة رحمها الله التي كان لها نفوذ على الوزراء والولاة والسفراء والمدير ين العامين وايضا إلى سعيدة ساسي التي كان وراء تخلي خالها الزعيم الحبيب بورقيبة عن حب عمره وسيلة بورقيبة إذ أنتهى الزعيم في آخر أيامه في قصر قرطاج بطلاق وسيلة بورقيبة و تسليم مفاتيحه لسعيدة ساسي التي كان لها دور كبير في صعود بن علي إلى رئاسة الوزراء و منها إلى رئاسة الدولة و إنهاء حكم بورقيبة في 7نوفمبر 1987.
و بعد وسيلة وسعيدة تمكنت ليلى بن علي من أن تكون حاكمة قرطاج كما سماها الكاتب الفرنسي الشهير وفي وقت وجيز أصبحت ليلى بن علي هي محور السلطة الأساسي فمن لا يحظى بودها لا مكان له في أجهزة الدولة مهما كانت كفاءته وتدعم نفوذها خاصة بعد أنجابها لمحمد زين العابدين الذي أنتظره الرئيس الراحل طويلا ويقال أن الرئيس بعد ولادة أبنه الذكر الوحيد أصبح شخصا آخر وتنازل عن كثير من الملفات بطيب خاطر لحرمه ليلى بن علي التي كانت تسعى لتوريث صهرها صخر الماطري.
حتى المرحومة صفية فرحات حرم الباجي قايد السبسي ورغم الفترة القصيرة التي قضتها في قرطاج فيتردد أنها كانت تتدخل أحيانا في بعض الملفات في علاقة خاصة بنجلها البكر حافظ قايد السبسي وبعض المشاريع الأقتصادية التي كان طرفا فيها. والى حد الآن لم تتسرب أي أنباء عن تدخلات لرئيسة ديوان الرئيس خارج عملها في القصر لكن الثابت أن هذه الشابة خريجة القانون سيكون لها شأن في المستقبل في المسيرة السياسية لقيس سعيد الذي قادته الصدفة إلى قرطاج لكنه يستطيع أن يكون فاصلا مهما في تاريخ تونس خاصة في تصحيح مسار ما بعد 14 جانفي 2011.