-
الدبلوماسية التونسية تفقد بوصلتها بسبب الهواة !
أونيفار نيوز – القسم السياسي رغم مساحتها الجغرافية الصغيرة قياسا خاصة بجيرانها ليبيا والجزائر نجحت تونس منذ الاستقلال وإلى حدود 14جانفي 2011 في أن يكون لها صوت في المحافل الدولية وأن تكون مواقفها محل تقدير دولي لواقعيتها من جهة وعدم تورطها في المحاور الدولية وحفظها للمصالح العليا للبلاد .
ومنذ أنهيار النظام السابق فقدت الدبلوماسية التونسية بوصلتها وكانت البداية بقطع الرئيس المؤقت المرزوقي العلاقات مع سوريا وطرد السفير السوري أستجابة لأوامر قطرية مازلنا ندفع ضريبتها إلى اليوم .
وبعد محاولات صغيرة لاستعادة تقاليد الدبلوماسية التونسية في عهد الرئيس الراحل قايد السيسي عدنا إلى النقطة الصفر وإلى دبلوماسية الهواة .
فالأزمة الدبلوماسية مع المملكة المغربية لم تكن ضرورية وهي نتيجة أنعدام الخبرة وسوء التقدير فأن تكون لنا مصالح أقتصادية مع الجزائر وأن نكون في حاجة إلى مساعدات أقتصادية معها لا يعني معاداة المغرب أو “الاعتراف “بجبهة البوليزاريو التي لم تعترف بها الأمم المتحدة إلى حد الآن.
فقد كان من الممكن أن لا يستقبل الرئيس قيس سعيد شخصيا “الرئيس “الصحراوي أبراهيم غالي الذي أدت له مجموعة من حرس الشرف التحية على أنغام النشيدين كما أستقبله سعيد تحت ظلال العلمين بأعتباره “رئيس جمهورية “في حين مازال يقود حركة مسلحة مدعومة أساسا من الجزائر من أجل الحصول على الاعتراف الرسمي الدولي .
فما قام به سعيد يعني أعتراف ضمني بالجمهورية الصحراوية “بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات سياسية خطيرة ليس في علاقة بالمغرب فقط بل بدول أخرى ذلك أن ترجمة هذا الموقف تعني أصطفاف تونس مع المحور المعادي للإدارة الأمريكية ورؤيتها للمنطقة والقضايا الإقليمية.
لقد نأت تونس طيلة تاريخها عن سياسة المحاور وكان الزعيم الحبيب بورقيبة هو “فيلسوف “الدبلوماسية التونسية لكن منذ أن “أقبل البدر علينا “وثملنا برائحة “ثورة الياسمين “فقدت تونس بوصلتها وتسبب لنا العجز الاقتصادي والمالي الذي تسبب فيه الثوريون جدا في فقدان سيادتنا الوطنية وفي قبول التعليمات من الشرق والغرب دون مراعاة مصالحنا الخاصة التي يفترض أنها بوصلتنا الوحيدة .