تداول نشطاء الشبكة الأجتماعية الفايس بوك ظهر اليوم صورة لمائدة أفطار نظٌمتها جمعية تونسية مموٌلة من تركيا مع معلٌقة مكتوبة باللغة التركية، هذه الصورة المسيئة لتونس و التونسيين الذين ظهروا و كأنهم شعب متسول ذكرتني بالقوافل الخيرية التي نظٌمتها جمعية تونس الخيرية الممولة من قطر و بدعم من الإذاعة الوطنية التي تبنت القوافل القطرية في الشمال الغربي في شهر جانفي الماضي !
الصورتان نموذج بسيط من الأختراق القطري و التركي العلني الذي تعانيه تونس منذ 2012 بصعود حركة النهضة الى الحكم مع حليفها منصف المرزوقي الذي لا يمكن أن ينسى التونسيون تلك الأهانة العلنية التي قام بها تجاهه شيخ الإمارة القطرية حمد في جانفي 2012 في ذكرى “الثورة” عندما قال أمام كاميرا القناة الوطنية و الفضائيات العربية مع بتهكم و سخرية “جئت لأعلم رئيسكم كيف يصافح” !
لقد تحوٌلت تونس بعد صعود حركة النهضة و حليفها منصف المرزوقي الى الحكم الى إمارة تابعة لقطر و الباب العالي التركي و لذلك كانت اول بلد عربي يقطع علاقته الديبلوماسية مع سوريا تنفيذا لتعليمات الدوحة و أنقرة و حتى بعد أن أنتهى حكم الترويكا لم تنته هيمنة قطر و تركيا على القرار التونسي سواء في المستوى الرسمي (الإصطفاف وراء المحور القطري التركي و حكومة السرٌاج) أو في المستوى الجمعياتي من خلال مئات الجمعيات التي تمولها قطر و تركيا علنا دون أن تحرٌك السلطة ساكنا و كل الجمعيات تنشر تقريرها على الصحف و تعلن عن حجم المبالغ التي تلقتها من قطر و تركيا في صمت كامل لوزارتي المالية و الداخلية. ليس هذا فقط بل نجحت حركة النهضة في تحويل المدن و القرى التي تسيطر على مجالسها البلدية الى “إمارات” تابعة للباب العالي و للدوحة. طالما أن ترتيبات الحكم المحلي الذي صاغته حركة النهضة في المجلس التأسيسي يبيح لها ذلك دون أي حرج ولا خوف !
هذا الولاء الذي تعلنه الجمعيات التابعة لحركة النهضة في كل جهات البلاد هو من صميم معتقدات الجماعات الأسلامية التي لا تؤمن بالوطن بل تؤمن بالعالم الأسلامية و وحدة الحركة الاسلامية من أجل الخلافة وتطبيق الشريعة الأسلامية لذلك نفهم جيدا ما قاله رفيق عبدالسلام بوشلاكة وزير خارجية الترويكا والقيادي في حركة النهضة بأنٌه كان يفرح عندما يخسر الفريق القومي التونسي و نفهم أكثر كيف نام راشد الغنوشي في المجلس التأسيسي في عيد الجمهورية سنة 2012 عندما رفع النشيد الوطني و كيف لازم حمادي الجبالي مقعده و لم يقف عندما أعلن عن النشيد الوطني !
إنها سلسلة مترابطة من الحلقات أساسها ما قاله سيد قطب منظٌر الحركة الأسلامية بأن الوطن ليس إلا حفنة تراب !
فهل مازلنا نستغرب هذا الانطباح وهذه الإهانات التي يعانيها التونسيون تحت حكم حركة النهضة التي لا ولاء لها إلا للباب العالي و الدوحة و التنظيم العالمي للأخوان المسلمين !