أونيفار نيوز – القسم السياسي كتب نورالدين بالطيب مرة أخرى وبمناسبة العودة المدرسية تتجدد مطالب القوى التقدمية بضرورة وضع حد للتعليم الديني الذي يهدد بجدية النموذج الاجتماعي التونسي وتغييره بنمط طالبان الذي بدأ بتغيير مناهج التعليم .
فمنذ صعود حركة النهضة إلى الحكم في أواخر سنة 2011 بدأت في حملة منظمة لتثبيت تعليم موازي بدأته أولا بما سمته أحياء التعليم الزيتوني وفي هذا السياق تم تنظيم “أحتفالية “أنذاك أشرف عليها في جامع الزيتونة رئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير التعليم العالي بن سالم ووزير التربية عبيد وزعيم حركة النهضة الغنوشي وبموجب ما تم الاتفاق عليه أفتتحت فروع للجامع في كل الجهات وتم السطو على مقرات تابعة للدولة بعضها معالم أثرية وتتم رعاية “حفلات التخرج “من الولاة ووزير الشؤون الدينية يتم خلالها تحجيب الفتيات الصغيرات في مشهد يذكرنا بما نراه في أفغانستان والصومال وما تقوم به داعش وبوكو حرام في المناطق التي تسيطر عليها في ليبيا والعراق والساحل الافريقي .
وبالتوازي ما يسمى بالتعليم الزيتوني يتمتع ما يسمى أتحاد العلماء المسلمين بالحماية الكافية ليواصل تقديم دروسه الداعشية في ظل صمت كامل للحكومة وكذلك “المدارس “التابعة لجمعيات تقدم دروسا وبرامج مخالفة تماما للبرامج الرسمية ولقيم الجمهورية تحت مسمى “التعليم الشرعي “.وقد كان حصول عبد الكريم العبيدي على ترخيص لاحداث “جامعة “خاصة بعد فشله في السطو على جامع الزيتونة تتويجا لهذا المسار الذي سيحول البلاد إلى أفغانستان شمال أفريقيا .
ورغم نداءات وتحذيرات نقابة التعليم العالي والبحث العلمي وبعض الأحزاب منها الدستوري الحر وجمعيات كمرصد الدفاع عن الدولة المدنية تواصل الحكومة “النوم في العسل “وتواصل الأحزاب التي تدعي “التقدمية “والدفاع عن “الجمهورية “الصمت حول هذه الجريمة المتواصلة منذ عشر سنوات والتي تستهدف أساسا تغيير المجتمع التونسي وخلق أجيال حاملة للتفكير الداعشي والطالباني سواء حملة تفكيرا سنيا أم شيعيا إذ نرى في الفترة الأخيرة جهدا ملحوظا لنشر المذهب الشيعي تقف وراءها فيما يبدو أرادة سياسية .
تونس تعيش محنة حقيقية لم تعرفها طيلة تاريخها المعاصر وقد تهدد هذه المرة نسيجها الأجتماعي ووحدتها الوطنية .
فحذاري… إن من يصنع الرياح يجني العواصف…!
أونيفار نيوز