لا حديث في وسائل الاعلام في العالم وعلى صفحات التواصل الإجتماعي منذ أيٌام إلا عن تسليم الإدارة الأمريكية لافغانستان لميلشيات طالبان التي دخلت امس الى القصر الرئاسي في كابول دون أي مقاومة لا من الجيش النظامي الذي أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية المليارات لتدريبه وتأهيله طيلة حوالي عشرين عاما ولا من بقيٌة أجهزة الأمن .
الولايات المتحدة ليس جديدا عليها الافتتان بهذه المليشيات الاجرامية فبعد أن أسٌست المخابرات البريطانية تنظيم الاخوان المسلمين في مصر سنة.
1928 تولت الإدارة الأمريكية تأسيس الأفغان العرب في أفغانستان بتمويل من المملكة العربية السعودية لمقاومة نفوذ الاتحاد السوفياتي زمن الحرب الباردة ومثل الأفغان العرب الذين كان من بينهم تونسيون وليبيون وجزائريون يقودون منذ التسعينات الحرب على الأنظمة العربية مثل العشرية السوداء في الجزائر وتنظيم أنصار الشريعة في تونس والجماعة الليبية المقاتلة وغيرها الجيل الثاني الأكثر دموية للأخوان المسلمين لكن مرجعهم دائما واحد.
مثل سيد قطب وابو الاعلى المودودي وغيرهم . فطالبان هي المنتوج الشرعي لسياسة الولايات المتحدة الامريكية التي أسقطت أنظمة عربية لتمنح الحكم للأخوان في العراق وفي تونس وفي ليبيا وفي مصر التي أنقذها جيشها الذي استجاب لنداء ثلاثين مليون مصري وانهى نفوذ جماعة الأخوان المسلمين .
فالرهان الأمريكي على مجموعات الدم والقتل والتفجير مازال قائما وما حدث في أفغانستان ليس أكثر مو حلقة جديدة فجماعات الإسلام السياسي دائما في خدمة الإستعمار لإعاقة مشاريع التنمية وإفشال التجارب.
الديمقراطية وإعادة الشعوب إلى القرون الوسطى مثل ما حدث للعراق الذي توعده كولن باول بذلك ونرى اليوم ان وعيده تحقٌق بعد عشرين عاما من وعيد باول وسقوط نظام صدام . وطالبان اليوم سيكون موكولا لها تهديد أستقرار المنطقة من الصين إلى الهند إلى روسيا إلى إيران وتركيا فطالبان ليست أكثر من مخلب الادارة الجديد في المنطقة مثلها مثل الاخوان المسلمين وفروعهم فجدهم واحد وهو سيد قطب والمودودي والنووي وكل منظري التشدٌد الديني .
فصل آخر من فصول الرهانات الأمريكية على أسلحة الدمار الشامل وهل يوجد أبشع وأقذر من مجموعات الاخوان المسلمين البارعين في خدمة المخطط الاستعماري و أستهداف السيادة الوطنية ومشاريع التنمية والديمقراطية .