تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
أستقبل الرئيس قيس سعيد ساعات بعد تنصيبه القياديان في حركة الشعب و المنتخبان في مجلس نواب الشعب الجديد زهير المغزاوي و سالم الأبيض و هما أول من أستقبلهما الرئيس و هذا ليس صدفة فحركة الشعب أول حزب يتقدم بمقترح حكومة الرئيس بدلا عن حكومة حركة النهضة التي يرفض حزبهما إلى حد الآن المشاركة فيها بشكل قطعي و يعتبر حزب حركة الشعب أن أقتراح حكومة الرئيس لا يتعارض مع الدستور الذي ينص على أن الحزب الفائز بأكبر عدد من المقاعد يشكل الحكومة و إذا فشل في ذلك فإن الرئيس يكلف شخصية توافقية لتشكيل الحكومة.
فحسب المعطيات المتوفرة حاليا لن تنجح حركة النهضة في تمرير حكومتها إذ ترفض أحزاب قلب تونس و الدستوري الحر و التيار الديمقراطي وحركة الشعب و الكتلة التي تشكلت من مستقلين و نواب نداء و مشروع تونس و البديل التونسي المشاركة في الحكومة بل حتى حزب الرحمة الأسلامي أعلن رفضه المشاركة في الحكومة و لم يبق أمام حركة النهضة إلا التحالف مع إئتلاف الكرامة و هو تحالف لا تتحمس له الحركة لأن يسئ للصورة التي تعمل منذ خمس سنوات على ترويجها بأعتبارها حركة وسطية معتدلة.
و أستقبال قيس سعيد لحركة الشعب قبل كل الأحزاب الأخرى في حقيقته رسالة إلى حركة النهضة التي ركبت على نجاحه في الدور الأول و سوقت إلى أنه مرشحها فهو بهذه الحركة يريد أن يؤكد أنه ليس تابعا لحركة النهضة التي أشار لها في خطاب اليمين عندما أكد على تحييد المرفق العمومي الذي أخترقته النهضة منذ 2011 و عوضت في ذلك التجمع الدستوري المنحل و هي نفس الإشارة التي قام لها منصف المرزوقي و تسببت أنذاك في أزمة كبيرة مع حركة النهضة.
فالمواجهة بين قيس سعيد و حركة النهضة قادمة و لكن هل سيتمكن قيس سعيد من الحكم بدونها و بدون ثقلها في مجلس نواب الشعب خاصة أنه لن يجد دعما إلا من حركة الشعب و التيار الديمقراطي و إئتلاف الكرامة و هذه الكتل لا تكفي لتعديل أو تمرير المبادرات الرئاسية التي قد يقدمها قيس سعيد لتنفيذ ما وعد به في مسألة الحكم المحلي و مقاومة الفقر و المنظومة الصحية و غير ذلك من “أنات الفقراء” كما قال.
إن المشهد السياسي على درجة عالية من التعقيد و الجميع كمن يمشي على الماء و سيكون الحدث المنتظر خلال هذه الخمس سنوات ظهور قوة وسطية حداثية تعيد التوازن و “العقل” للمشهد السياسي فهل يحدث هذا…!!؟؟
و في انتظار تطورت الأيام القادمة يبقى امكانية تشكيل “حكومة الرئيس” رغم كل مخاطرها و تعقيداتها الطريق المؤدية إلى القاء الغنوشي بعيدا عن القرار و السلطة في ذات الوقت… بعد أمتطائه “قطار سعيد” مكرها خوفا من تيار جارف مدركا أنه عظم يعجز عن ابتلاعه أو مجرد هضم سبق له أن اعتبر أن “الوحي لم ينزل في منبيلزير”…و يرفض أن يلبس ما تفصل له النهضة و هي رسالة مضمونة الوصول لا تقبل مجرد التأويل…!!!