تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
كان راشد الغنوشي الزعيم الذي لا يشاركه أحد في زعامة حركة النهضة فكل قرار يخرج من مكتبه و كانت الخلافات داخل الحركة تتم في الغرف المغلقة و لكن بعد الحركة تجربة الحكم أصبح الغنوشي يتعرض للنقد من قواعد الحركة و قياداتها الوسطى لكن منذ بداية أختيار المرشحين للأنتخابات التشريعية دخل بعض القياديين يرفعون أصواتهم ليس ضد الغنوشي فقط بل ضد عائلته و الحلقة المحيطة به و آخرهم زياد العذاري الأبن المدلل للغنوشي.
و بغض النظر عن حقيقة إستقالة العذاري و أسبابها فإنها تبقى إستقالة مدوية و في وقت قاتل و قد تكون هذه الإستقالة أستباقا لإستقالات أخرى خاصة أن الأصوات ترتفع منذ الصيف الماضي ضد الغنوشي فلطفي زيتون مستشاره السياسي أستقال و عبد اللطيف المكي الرجل القوي أصبح يوجه السهام ل”شيخه” و محمد بن سالم يتنقل بين الإذاعات منتقدا تداخل العائلة مع الحزب في إشارة إلى كريمة الغنوشي و زوجها رفيق عبد السلام بوشلاكة و زبير الشهودي مدير مكتب الغنوشي سابقا أستقال و وجه دعوة لزعيم الحركة للإستقالة و قبل هؤلاء جميعا أنسحب حمادي الجبالي الزعيم التاريخي و الأمين العام و أختار الترشح مستقلا دون أي دعم من الحركة التي عاش فيها وقضى من أجلها أجمل سنوات حياته في السجن.
هذه “الأنتفاضة” ضد الغنوشي تتزامن مع ترأسه لمجلس نواب الشعب الذي سيعاني فيه من كتلة الحزب الدستوري الحر خاصة و بعض الأصوات الأخرى في حركة الشعب و التيار الديمقراطي كما تأتي هذه الموجة من الأنتقادات ل”الشيخ” الذي أصبح يجيد أرتداء البدلة و ربطة العنق لتسويق نفسه كشخصية وسطية حداثية قبل فترة قصيرة من أنعقاد المؤتمر الذي تؤكد كل المؤشرات بأنه لن يكون مؤتمرا كسابقيه في 2012 و 2015 فسيواجه فيه تيارات معارضة تطالب بالتقييم و خاصة التقارير المالية.
و في هذا السياق علمت“الوسط نيوز” أن الغنوشي كلّف صهره رفيق عبد السلام بوشلاكة بالسعي إلى تأجيل المؤتمر إلى حين ضمان تمرير القائمة التي سيدعمها الغنوشي المطالب بالإنسحاب من رئاسة الحركة حسب اللوائح الداخلية لحركة النهضة.
فهل بدأ العد التنازلي لهيمنة راشد الغنوشي على الحركة منذ تأسيسها كجماعة أسلامية في الستينات ثم كأتجاه أسلامي ثم حركة النهضة ؟
يبدو أن أستقالة العذاري ليست إلا بداية التفكك في وضع أقليمي صعب ومشهد برلماني ليس للنهضة فيه هوامش كبيرة مع وضع أقتصادي و أجتماعي كارثي.