تونس – اونيفار نيوز لم يعد معبر راس جدير لغزا يحتاج إلى من يفكك مفرداته. ذلك أن التدخل المتكرر من أطراف ليبية لإبقاء إغلاقه أمام حركة المسافرين بين تونس و ليبيا يدل لوحده على أن المعبر قد أصبح ورقة ضغط يستعملها الفرقاء الليبيون في صراعهم الداخلي الذي يشارف على أن يصبح حربا أهلية غير معلنة و تستعملها أطراف ليبية مدعومة بقوى اقليمية و دولية لتحويل إغلاقه إلى ورقة ضغط على تونس. حكومة الدبيبة ، ذات الارتباط الوثيق بحكومة اردوغان و غير البعيدة عن حسابات واشنطن توظف معبر راس جدير للضغط ، بطريقة غير مباشرة، على تونس لأن للمعبر تأثيرا ، و لو محدودا، على حركة تبادل الاشخاص بين تونس و ليبيا و إغلاقه يحد من النشاط الاقتصادي في الجنوب و قلص بشكل ملموس من عدد الليبيين الذين يترددون على تونس لتلقي العلاج. و ما هو حاليا أشد تأثيرا هو حملة التحريض التي تقودها اوساط إعلامية و سياسية ليبية في طرابلس ضد تونس و التي بلغت حد المطالبة بعدم تعيين مندوب ليبي في تونس في الوقت الحاضر.
العلاقات بين تونس و ليبيا لم تعد منذ موجة ” الربيع العربي “أمرا ثنائيا بل أصبحت خاضعة لاعتبارات إقليمية ودولية أكثر ضغطا و لمنطق تبادل التأثير خدمة لأجندات دولية و هناك من يعتبر، صلب الطبقة السياسية الليبية، أنه كما لعبت أطراف تونسية دورا في دعم جماعة 17 فيفري التي أطاحت بنظام معمر القذافي فإنه ” يجوز ” ان ترد أطراف ليبية على ذلك حاليا