تونس – اونيفار نيوز في الوقت الذي ينصرف إهتمام الرأي العام الوطني إلى قضية التآمر على أمن الدولة…و ” زحف ” أفارقة جنوب الصحراء؛ و في ظل الصمت الرسمي تجاهه و اللامبالاة الأجنبية…في هذه الظروف تحديدا يقع السماح لحزب التحرير بعقد مؤتمر تتأكد من شعاره المركزي شدة خطورته.
ذلك أن السماح لما يسمى حزب التحرير بالنشاط العلني دليلا إضافيا على ما نشرته حركة النهضة من تخريب للمجتمع التونسي و لمؤسساته.
فقد تحصل على تأشيرة العمل القانوني زمن إشرافها على الحكومة رغم أنه يصر على التأكيد أنه لا يؤمن بالدستور و لا بالدولة المدنية و هو ما يمثل انتهاكا لأحد أهم شروط العمل السياسي القانوني.
و لكن حركة النهضة استجابت لطلب حزب التحرير لسببين على الأقل. يرتبط السبب الأول باعتبارات استراتيجية لأنه كما كانت المخابرات البريطانية وراء دفع حسن البنا لتأسيس حركة الإخوان المسلمين فإنها كانت وراء تأسيس تقي الدين النبهاني لحزب التحرير الذي تتواصل صلاته بدوائر الدولة العميقة في بريطانيا. و حزب التحرير مكلف، في إطار توزيع المهام بين مكونات الإسلام السياسي في العالم، بأن يتولى إختراق الجيوش العربية و بأن يتبنى خطابا موغلا في التطرف و ذلك من خلال إحياء وهم الخلافة.
هذا التطرف يعطي للوجه الآخر من العالمية الإسلامية التي تمثلها حركة الإخوان المسلمين و منها حركة النهضة ادعاء الظهور بمظهر التيار المعتدل و يمكنها خاصة من حليف موضوعي يفك عنها الخناق عند الضرورة.
و هذا ما تأكد في علاقة حركة النهضة بحزب التحرير بما في ذلك مؤتمر اليوم .