اتهمت وسائل أعلام ليبية موالية لمجلس النوٌاب و للحكومة المؤقتة و الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر حركة النهضة التونسية بفتح المجال الجوي التونسي و الأراضي التونسية لطائرات تحمل قوات قطرية و تركية و ضباط مخابرات لدعم حكومة الصخيرات التي يقودها فائز السرٌاج و ذلك من خلال الموالين لها في أجهزة الدولة التونسية.
مساندة حركة النهضة لفائز السرٌاج و المتحالفين معه مثل حزب العدالة و البناء الذراع السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا و عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة المقاتلة ليست سرٌا فقد سبق لقيادات من حركة النهضة منهم زعيم الحركة راشد الغنوشي و سمير ديلو أن زاروا ليبيا لتهنئة الأخوان المسلمين و حلفائهم ب“التحرير” كما سموها بل إلتقاط ديلو صورا مع الدبابات و أسلحة الكلاشنكوف و هي صور يروجها النشطاء على شبكة الفايس بوك كما قال راشد الغنوشي في أحد حواراته بأن عبدالحكيم بالحاج حامي تونس من هجوم الأرهابيين !
أما رئيس حكومة النهضة حمادي الجبالي فقد أستقبل عبدالكريم بالحاج و زاره في المصحة فضلا عن مئات الأرهابيين الليبيين الذين تلقوا العلاج في المصحات و المستشفيات التونسية زمن الترويكا.
لهذا نفهم دفاع حركة النهضة الشرس على شركائها في طرابلس فوصول حفتر الى العاصمة و تحريرها من المليشيات يعني أنٌه سيكون سيسي أخر على حدودنا و بالتالي فقدان حركة النهضة لحليف قوي يشترك معها في تنفيذ أجندا ربيع الخراب العربي خاصة بعد بداية سقوط أردوغان و حزبه في تركيا الذي خسر فيها لأوٌل مرة منذ عشرين عاما أهم البلديات مثل أسطمبول و أنقرة و أزمير كما خسرت الحركة حليفها عمر البشير في السودان الذي فتح لها أبواب السودان و منح أنصارها جوازات السفر و المنح الدراسية و المساكن الأجتماعية و سهل لهم الدراسة و العمل يضاف الى ذلك تحوٌل الموقف الفرنسي و الأمريكي من موجة الربيع العربي و الأسلام الديمقراطي !
فقيادات الحركة يشعرون اليوم بالحصار الدولي و الأقليمي و إذا سقطت طرابلس وتم أبعاد الأسلاميين من المعادلة السياسية في ليبيا فإن المستقبل السياسي لحركة النهضة سيكون محل سؤال كبير خاصة إذا تم فتح ملفات التسفير والسلاح والجهاز السري و شبهات فساد في عدد من الصفقات التي أمضى عليها وزرائها في سنوات حكم الترويكا و بعدها.
فالدفاع عن طرابلس هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لحركة النهضة لذلك تسعى الى شيطنة تحركات الجيش الليبي و تقديم كل أمكانيات الدٌعم الأعلامي و اللوجستي لحكومة السرٌاج لأن سقوطها يعني العزلة الدولية لحركة النهضة.