-
تعيش تونس مرحلة ما قبل المرض … وما بعده…!!!
تونس – اونيفار نيوز لا يمكن النظر للحالة الصحية لرؤساء الجمهورية بوصفها أمرا عاديا لأنها ترتبط بمهام على غاية من الأهمية. وهذا ما يجعل التعاطي معها يتجاوز الجانب الإنساني و ما يفرضه من واجب التعاطف مع كل من يصيبه عارض صحي إلى قراءة بعض الجوانب ذات البعد السياسي خاصة و أن بعض شواهد التاريخ الحديث تؤكد تأثير مرض رئيس دولة ما على الحياة السياسية و تبرز أيضا إختلاف تفاعل الرؤساء مع ما يصيبهم من أمراض.
الحالات القصوى نجدها في اخفاء فرانسوا ميتران لسنوات إصابته بالسرطان رغم ” تقاليد الشفافية” التي تقوم عليها الحياة السياسية في فرنسا و لم يتأثر أداؤه السياسي لفترة طويلة.
عبد العزيز بوتفليقة أقعده المرض لسنوات و لكن توازنات الحكم المعقدة في النظام الجزائري جعلته يحكم دون قدرة على الحركة و على الكلام لمدة قاربت العشر سنوات. مثالان يشيران إلى أنه لا يمكن التعاطي مع مرض رؤساء الجمهوريات بكيفية نمطية و موحدة لأن السياق السياسي مؤثر و فاعل في هذا المجال.
و هنا يبدو أن قيس سعيد المستفيد الأول من العارض الصحي الذي أصابه. فقد قلص عليه حدة الضغط الذي تعرض له في الأسابيع الأخيرة نتيجة الوضع الإقتصادي و خاصة ملف صندوق النقد الدولي و العلاقة مع الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية.
أتاح ما وقع تداوله من ” أخبار ” و ” إشاعات ” حول صحته لقيس سعيد أن يقف على درجة ” ولاء” المقربين منه و إلى أي مدى يمكن أن يعوّل عليهم في المستقبل و هو ما يفتح الباب أمام إمكانية تغييرات في الحكومة و الأجهزة في الأيام القادمة.
و يمكن القول أن المعارضة هي الخاسر الأكبر من مرض رئيس الجمهورية الذي اوقعها مرة أخرى في شراك ” الغموض الإتصالي “المتواصل. فقد انخرطت المعارضة في الترويج لأخبار و سيناريوهات غير واقعية و تجلى أيضا عدم تماسكها خاصة حين يتعلق الأمر بالتطلع إلى كرسي الحكم.
الثابت ان تونس ستعيش مرحلة جديدة؛ ما قبل… و ما بعد مرض رئيس الجمهورية. و يتحتم على الطبقة السياسية بدون استثناء استخلاص الدروس من نهايات ساكني قصر قرطاج . على أن المؤكد ان ماكينة التشويه وفبركة الأخبار التي احدثتها النهضة -و تواصل التحكم فيها و توظيفها – تلعب أدوار خطيرة على الأمن القومي ….وها انها تهرول إلى حلول السماء… بعد أن عجزت عن حلول الأرض…!!؟؟
اونيفار نيوز