لا يمكن الاكتفاء عند الحديث عن النادي الإفريقي بالجوانب الرياضية أو الإدارية فقط. النادي الإفريقي يحيل المتحدث بالضرورة إلى ما في الرياضة من تعقد و تداخل مع كل تمظهرات النشاط الإنساني. هناك وشائج خفية تربط ” شعب الإفريقي ” بجمعيته تبرز في كل حدث و إمتحان و قد تعددت الامتحانات و ” المحن ” في السنوات الأخيرة و لكن احباء النادي الإفريقي لم يخذلوا جمعيتهم و قدموا سلوكا يمكن اعتباره مادة للقراءة و التحليل و ما هجومهم المتواصل في الأيام الأخيرة على اقتناء القميص الجديد الذي وضعته الهيئة المديرة للجمعية لدعم مواردها المالية إلا عينة جديدة. في هذا السلوك إلى جانب التعلق الشديد بالجمعية ما يرتبط برغبة قد تتجاوز احباء النادي الإفريقي لتأكيد الإنتماء إلى ما يتجاوز ما هو فردي و محكوم بالحتمية الاجتماعية كالانتماء لعائلة أو جهة. قميص النادي الإفريقي يعوض إلى حد كبير عجز الأحزاب و السياسيين عموما عن تجميع الشباب حول مثل مشترك .
التهافت على القميص يبرز أيضا ما أخذ يتكرس من انتقال جيلي و من انتقال آليات التسيير صلب النادي الإفريقي.
حين يكون المسيرون شبانا و يحرصون على الشفافية و يحقفون نتائج ايجابية يتفاعل الأحباء ايجابيا إذ لا ننسى أن نفس الأحباء الذين هبوا هذه الأيام لحديقة الرياضة منير القبايلي هم الذين قاطعوا هيئة اليونسي المنحلة و اجبروها على الرحيل.
الإقبال الجماهيري على القميص إشارة واضحة إلى أن آليات التسيير المواطني و الديمقراطي ممكنة و بالإمكان إعادة الرياضة إلى الفقراء بعد أن جعلها الأغنياء في تونس و العالم أداة احتكروها و غيروا أهدافها