بدأ العد التنازلي لأنطلاق الحملة الرئاسية السابقة لأوانها التي ستكون في دورتها الأولى يوم 15 سبتمبر القادم و أمام تعدد الترشحات و تقارب الحظوظ يبقى الغموض يلف هذه الا نتخابات في مستوى الدور الا ول بالنسبة لمرشحي حركة النهضة و بقية المترشحين من الوسط خاصة.
فرغم أن المرشح المعلن هو مورو بالنسبة لحركة النهضة إلا أن الكواليس تقول غير ذلك فترشيح مورو كان شرا لابد منه بعد وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و تنظيم الأنتخابات الرئاسية قبل التشريعية و هو السيناريو الذي لم تقرأ له الحركة حساب فالواضح أن ترشيح «الشيخ العاق» في نظر الكثير من قواعد الحركة و خاصة الذين عاشوا تجربة السجن المطول زمن بن علي ليس الخيار الأمثل و لأن قيادة الحركة و خاصة راشد الغنوشي يعلمون أن قواعد الحركة لا يمكن أن تمتثل لقرارات القيادة فقد أختاروا أن يضعوهم أمام الأمر الواقع و لكن هوى و وجدان أغلب قواعد الحركة ستكون مع منصف المرزوقي و حمادي الجبالي و سيف الدين مخلوف و الذي تصوت له قواعد الحركة بكثافة من هؤلاء سيكون في الدور الأول ليكون الحسم في الدور الثاني صالح من ستقف معه القواعد أيضا فهي التي تحسم المعركة و ليست مجلس الشورى و لا المكتب التنفيذي و لذلك فإن مرشحي قواعد و قيادة الحركة من هؤلاء سيصل للدور الأول لكن الدور الثاني له قواعد أخرى و لكن المفاجأة قد تحصل من يوسف الشاهد أو مهدي جمعة فكلاهما يعوّل على ما سيغنمه من قواعد النهضة التي تقبل الأنصياع لقرار القيادة فلا شئ يؤكد أن قيادة النهضة قد تصدر توصية للتصويت لمهدي أو يوسف فلهما نفس الحظوظ في الفوز بجزء من خزان النهضة الأنتخابي يضاف إلى راهنهما على العائلة الوسطية
تشتت
حظوظ المرشحين في العائلة الوسطية تبدو متقاربة و ستكون أصوات النهضة هي الحاسمة بالنسبة للشاهد و جمعة أما عبد الكريم الزبيدي و عبير موسي فلهما تقريبا نفس الخزان الأنتخابي مع تفوق نسبي للزبيدي أذ ان داعميه ليسوا من التجمعيين فقط إذ يحظى بدعم من الوسط وحتى أطياف من اليسار و خاصة من المسجلين الجدد رغم منافسة نبيل القروي الذي يلقى مساندة من الغاضبين الذين لم يشاركوا سابقا في التصويت و يمثل ترشح عبير موسي أكبر عائق أمام عبد الكريم الزبيدي الذي يواجه منافسة شرسة من الشاهد و من مهدي جمعة بدرجة أقل مع فيتو النهضة عليه.
لذلك فإن الغموض سيكون سيد الموقف في الدور الأول خاصة إذا لم ينجح الزبيدي في تكوين فريق قوي لإدارة حملته الانتخابية.
أنسحابات منتظرة و اليسار بلا حظوظ
يشارك ثلاثة من مرشحي اليسار في هذه الأنتخابات و هم حمة الهمامي و عبيد البريكي و منجي الرحوي ولكن حسب المؤشرات والقراءة المنطقية الخارطة الأنتخابية لا يملك أي منهم أي أمل في الوصول للدور الأول في حين يتوقع أن ينسحب عدد من المترشحين لحساب أحد المترشحين الأخرين و خاصة الزبيدي و الشاهد مثل سلمى اللومي و ناجي جلول و محسن مرزوق و سعيد العايدي أما بقية المترشحين فلا نعتقد أن لهم أي حظوظ في هذا الأستحقاق الأنتخابي.
و تبقى هذه القراءة وجهة نظر ستأكدها أو تنفيها الأيام القادمة